حمل الخبير الإقتصادي عمر الكتاني حكومة سعد الدين العثماني مسؤولية إستمرار إدمان أكثر من نصف مليون مغربي ضمنهم مستهلكوا الخمور والكحول.
واكد الكتاني، في تصريح للمصدر ميديا، أن الحكومة تتحمل مسؤوليات كبيرة في تكريس واقع الشتات الأسري، من خلال التفكير بمنطق ربحي بالزيادة الضريبية على الخمور والكحول في الوقت الذي يجب عليها ان تحاول إنقاذ 600 ألف مدمن مغربي ضمنهم مستهلكوا الخمور.
وأضاف الخبير الإقتصادي، أنه في الوقت الذي كنا ننتظر سياسة مندمجة قادرة على وضع سبل لحل أفة الإدمان، نجد انفسنا امام سياسة ضريبية تتجه للزيادة في الأثمان بدل التفكير بمنطق متكامل يجنب أسر برمتها واقع المعاناة والشتات بسبب الخمور.
وأوضح الكتاني، أن النتائج الغير مباشرة لإستهلاك الخمور أكبر من نتائجها المباشرة والتي قد يربطه البعض بالتأثير على القدرة الشرائية، إلا أن الأمر اخطر من ذلك فنتائجه تمس الأطفال من خلال النقص في تغذيتهم عبر الأموال التي قد يصرفها الأب لشراء الخمور، كما تهدد نساء بجعلهن عرضة للتعنيف والطلاق، مما يطرح اسئلة كبرى تستدعي التفكير بشكل أعمق في إيجاد حل لمعضلة وأفة الإدمان بعيدا عن النظرة المالية الضيقة التي لاتعي سوى الحاجة إلى الإيرادات الضريبية لتغطية نفقات الميزانية العامة.
وحسب قانون مالية 2020 فإن توقعات إيرادات الضريبة على الخمور والكحول ستصل إلى 718 مليون درهم مقابل 678 مليون درهم السنة الجارية، أي بزيادة أكثر من مائة مليون درهم، في ظل زيادة الطلب على المشروبات الكحولية المستوردة بنسبة 17 في المئة خلال السنة الماضية.
أما في ما يخص الرسم المفروض على استهلاك “البيرَة” فتتوقع الحكومة السنة المقبلة تحصيل حوالي 878 مليون درهم، مقابل 828 مليون درهم السنة الجارية.
وتدر المشروبات الغازية هي الأخرى إيرادات لا بأس بها في إطار الرسوم الداخلية على الاستهلاك، إذ يتوقع أن تصل سنة 2020 حوالي 315 مليون درهم، مقابل 313 مليون درهم في 2019.
وكانت مديرية الأوبئة ومحاربة الأمراض المعدية حول عدد المغاربة المدمنين على المخدرات، قد كشفت عن ارقام صادمة حول إدمان المغاربة، حيث أن أكثر من نصف مليون مغربي يستهلكون المخدرات بمختلف أنواعها بشكل يومي ولا يستطيعون التوقف عن ذلك.
وأكدت المديرية أن 600 ألف مغربي يدمنون على استهلاك المخدرات يوميا، بينهم 16 ألف مغربي يدمنون على المخدرات القوية من هيروين وكوكايين، وهو رقم مرتفع لأنه لا يأخذ يعين الإعتبار إلا الأشخاص الذين يستهلكون هذه المخدرات على الأقل مرة في اليوم، ومن بين الأسباب الرئيسية التي تدفع المغاربة إلى الإدمان سجل الفقر المدقع وانعدام الإحساس بالأمان إلى جانب البطالة التي تمس شريحة كبيرة من الشباب.
يذكر ان شركة سويسرية، كشفت أن المغاربة استهلكوا في 3 سنوات الأخيرة ما يعادل 310 ملايين لتر من الجعة، أي ما يعادل 103 ملايين لتر في السنة، وهو ما يعني أن الفرد الواحد يستهلك سنويا 3 لترات، غير أن هذه الأرقام في تغير مستمر كل سنة، وقبل ذلك، كشف مركز بحوث النبيذ والمشروبات الكحولية، في تقرير له صدر سنة 2013، أن المغاربة استهلكوا في 2011، 118.1 مليون لتر من النبيذ و”البيرة” ومشروبات كحولية أخرى، حيث ارتفع الاستهلاك بـ0.5 بالمائة مقارنة بالعام 2010 الذي استهلك فيه المغاربة 117.5 مليون لتر.
وكان تقرير لوكالة “رويترز” سنة 2013، قد كشف أن المغاربة يستهلكون في العام الواحد ما مجموعه 131 مليون لترا من الخمور تشمل 40 مليون قنينة جعة و38 مليون قنينة خمر، ومليون ونصف مليون قنينة “ويسكي”، ومليون قنينة “فودكا”، و140 ألف قنينة “شامبانيا”.