خبير إستراتيجي: إعادة ترشح بوتفليقة لولاية خامسة ستزيد من الإحتقان في الجزائر

كشف الخبير المغربي في قضايا الساحل و الصحراء عبد الفتاح الفاتح، أن إعادة ترشح الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة، “مجازفة ستزيد من حدة الاحتقان الشعبي بالجزائر”.

وأكد الفاتحي في تصريح خاص للمصدر ميديا، أن إقدام بوتفليقة على الترشح لولاية رئاسية خامسة “قد يزيد من الغليان الشعبي، مما يفقد معه الخروج عن السيطرة ويؤدي إلى فوضى في بلاد ليست ببعيدة عن عشريتها السوداء. وأن طلب عدة شخصيات معارضة من الرئيس الجزائري بوتفليقة بعدم الاستجابة لدعوات ترشيحه لولاية خامسة، فيه تنبيه إلى ضرورة تقدير التداعيات السياسية والأمنية على الواضع في الجزائر”.

وأضاف الخبير الإستراتيجي “وحيث إن جنرالات الجزائر لم تحسم توافقها حول بديل للرئيس المريض، فإنه لن يكون أمامهم من خيار غير إتمام مسيرة هيمنتها بالرئيس المقعد عبد العزيز بوتفليقة، ما لم يفرض الحراك الشعبي غير ذلك”.

وأوضح الفاتح أن ” فظاعة المشهد السياسي العام باستمرار بوتقليقة رئيسا للبلاد لا يخفي حجم الارتباك السياسي، وغياب رؤية توافقية لإخراج البلاد من حالات الفوضى السياسية التي تهددها باستمرار. كما أن دخول الشعب الجزائري على الخط قد يدفع بالقايد صالح إلى قمع الأصوات المعارضة لولاية خامسة لبوتفليقة، مما قد يخرج معه الوضع عن السيطرة ويدخل البلاد في فوضى عارمة”.

وأبرز الفاتح أن “رئاسة عبد العزيز بوتفليقة للجزائر تعد الزمن الجميل لاستفادة قيادة العسكر الجزائري من ريع عائدات النفط وصفقات شراء الأسلحة، مقابل ضبط الشعب الجزائري بقبضة حديدية، وحيث إن غياب بوتفليقة عن الساحة السياسية سيحرك الكثير من المياه الراكدة تحت الجسر الجزائري، فإن المستفدين من الريع لن يجدوا بديلا عن عبد العزيز بوتفليقة، ولذلك فهم يعبئون من أجل استمراره في رئاسة الجزائر لولاية خامسة مما يشكل استثناءا في الديموقراطية الرئاسية التي تريدها جنرالات العسكر في الجزائر”.

وأبرز الخبير المغربي في قضايا الساحل و الصحراء المغربية، أنه “ولاستمرار التأكيد على قوة نفوذ القايد صالح باعتباره الحاكم الفعلي للجزائر، نظم مناورات عسكرية ضخمة “طوفان 2018″ ومناورات الورقلة لبعث إشارات سياسية إلى الداخل الجزائري والخارج بأن لا أحد غيره يسمح بتغيير قواعد اللعبة السياسية في الجزائر”.

وكانت شخصية معارضة للرئيس، قد طالبت بوتفليقة من خلال رسالة وجهتها له شخصيات بينهم سياسيون وناشطون حقوقيون وأكاديميون ويتقدمها رئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور، والوزير الأسبق علي بن واري، وجيلالي سفيان رئيس حزب “جيل جديد” (معارض) والروائي المشهور باسمه المستعار ياسمينة خضرة (اسمه الحقيقي محمد مولسهول) وذلك إلى جانب الأكاديمية المتخصصة بالقانون الدستوري فتيحة بن عبو، والأكاديمي المتخصص في علم الاجتماع ناصر جابي، بعدم الاستجابة لدعوات ترشيحه لولاية خامسة لأن ذلك سيكون “محنة له وللبلاد”.

يذكر أن حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم ناشد عدة مرات الرئيس للاستمرار في الحكم والترشح لولاية خامسة، وكذلك فعل حليفه في السلطة التجمع الوطني الديمقراطي، إلا أن بوتفليقة لم يعلن نيته بعد.

ودخلت الولاية الرابعة لبوتفليقة عامها الأخير، إذ وصل الحكم سنة 1999، وفاز قبلها بثلاث ولايات متتالية، ومن المرجح أن تنظم انتخابات الرئاسة المقبلة في أبريل أو ماي 2019.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد