حملة التضامن مع سعد لمجرد: الوجه الآخر للتسامح مع الاغتصاب

أسالت قضية تضامن عدد من الفنانين المغاربة والعرب مع الفنان المغربي سعد لمجرد، المتهم من قبل القضاء الفرنسي بالاغتصاب، الكثير من المداد، خصوصا بعد قرار محكمة الاستئناف في “إيكس آن بروفانس” بفرنسا إحالة “لمعلم” على السجن، إثر طعن الإدعاء العام بقرار تمتيعه بالسراح المؤقت مع وضعه تحت المراقبة القضائية.

تضامن وعطف وانتقادات

قضية تضامن عدد من الفنانين ومحبي سعد لمجرد معه تحمل دلالات كثيرة ومتعددة خرجت في بعض الأحيان عن سياقها الطبيعي المعتاد، لتسلك طريقا جديدا وصل إلى الهجوم على منتقدي تصرفات لمجرد وكأنهم يتحملون مسؤولية ما وصل إليه، وتزايدت حدة الانتقادات التي وصلت أحيانا إلى التجريح في بعض الأشخاص بعد إطلاق حملة “ماسكتاش” والدعوة إلى وقف بث أغانيه على أثير الإذاعات ومختلف وسائل الإعلام الشيء الذي استجابت له إذاعتين مغربيتن، ثم إلقاء اللوم على الإعلام المغربي بمختلف مكوناته واتهامه بالتخلي عن “لمعلم” في محنته وعدم الوقوف إلى جانبه ومساندته مبررين ذلك بقولهم:” الإعلام تيعرفك فوقت الرخاء وتيتخلى عليك فوقت الشدة”.

كل هذا دفع العديد إلى التساؤل عن نوعية هذا التضامن الذي لم يراعي الأخلاقيات المتعارف عليها ومدى وعي هؤلاء الفنانين والمحبين بما يقدمون عليه من تصرفات تشجيعية أكثر منها تنبيهية تشجع لمجرد على تكرار فعلته بوقوفهم في صفه.

لكن البعض الآخر برر خطوة التضامن مع صاحب أغنية “انتي باغية واحد” ترجع إلى قيمته الفنية، وأن الفنانين المتضامنين معه يرجعون سبب الوقوف معه في محنته إلى “تضامن فني”، إلا أن هذا التضامن لن يشفع له في شيء إذا ثبت وقوع الفعل وستطبق في حقه العقوبات الجاري بها العمل في القانون الفرنسي.

تضامن بصيغة التسامح مع جريمة الاغتصاب 

غضب عارم ذلك الذي عبر عنه عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي من الحملة التضامنية مع الفنان سعد لمجرد التي اعتبروها نوعا من التسامح والتعاطف الغير المقبول مع الاغتصاب والتحرش الجنسي والعنف ضد النساء بشكل عام، وأن التسامح في مثل هذه المواقف يشجع على تنامي هذه الظاهرة في المجتمع والوقوف في صف مرتكبي هذه النوعية من الجرائم، خصوصا من الفنانين الذين يحتم عليهم دورهم محاربة هذه الظاهرة والوقوف في وجه مقترفيها بفنهم سواء الغناء أو التمثيل أو غيره، لأن قضية “لمعلم” على طاولة القضاء وبالتالي القضاء له كلمة الفصل في القضية دون غيره خصوصا في هذه الحالة التي من المستحيل أن يكون القضاء الفرنسي غير نزيه فيها.

التضامن مع سعد لمجرد أثار جدلا واسعا بسبب الموقف الذي سقط فيه غير ما مرة، وانسحاب المحامي الشهير إيريك موريتي الملقب ب”الوحش” من الدفاع عنه في القضية، كل هذا حسب ما تناوله نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي لا يشفع للمتضامنين مع “لمعلم” إعلانهم التضامن بشكل واضح وصريح، لأنه في مثل هذه الحالات يصبح التضامن خارج سياقه المعهود، وأنهم لن يتضامنوا مع شخص آخر ارتكب نفس فعل لمجرد.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد