حماس والقارة السمراء

علق الصحفي المختص في الشؤون الفلسطينية الأستاذ معين شقفة، على زيارة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي ” سابقا ” لحركة حماس للمغرب واستضافته من طرف معظم الاحزاب المغربية، قائلا ” هذه الزيارة قد يراها البعض زيارة عادية ولا تحمل اي طابع حمساوي بحث، بل انها زيارة يقوم بها مسئول سابق في حماس للمملكة المغربية، ولكن في حقيقة الأمر أحيانا كثيرة يجب علينا ان نقرأ ما بين السطور وليس ما عليها كي لا نكون ضحية للشجرة التي اخفت خلفها الغابة بأكملها ، فقيادة حماس السياسة تعي جيداً المكانة التي تتمتع بها المملكة المغرب كدولة محورية في العمق الافريقي ومحافظة بثبات على البوابة التي في قبضتها للقارة العجوز اوروبا، وكذلك التأثير والتواجد المغربي في صنع القرار الفرنسي والممتد لمعظم دول الاتحاد الاوروبي وان كان الاقوى في الساحة والمطبخ السياسي الفرنسي والذي يتسم بين الدولتين بالمد والجزر الذي له تاثيراته الخارجية ولكنه لا يخرج عن حدود البحر وطبيعته ومتغيراته وهذا ما يعطي للعلاقات المغربية الفرنسية صفة التوازي لا تابع ولا متبوع “.

وتابع معين شفقة ” في هذا السياق وضعت قيادة حماس السياسية، خطة وبرنامج عملها الذي يحمل عنوان الطريق الى أفريقيا واوروبا يمر عبر الغطاء المغربي السيادي وهذا ما يؤكده تصميم الضيف خالد مشعل على ذكر اسم ملك المغرب شخصيا في معظم اللقاءات والحوارات الاعلامية التي اُجريت معه، فهو يريد تقديم الشكر من جهة ومن جهة اخرى ارسال رسائل لجهات اخرى ومنها جهة محددة ، يقول بها انني حاصل على موافقة أعلى سقف سياسي في البلد ولا احتاجكم في شيء وان حماس تستطيع فتح قنوات دبلوماسية وتعاون دولي ان أرادت ذلك، وسيكون مرحبا بها ولكم المثال الموريتاني والمغربي، و استقباله في نواكشط من قبل الرئيس محمد ولد عبدالعزيز ، وفي المغرب حل ضيفا على اقوى الأحزاب على اختلاف أيديولوجياتها وتوجهاتها ، سواء كانت داخل المكون الحكومي مثل حزب العدالة والتنمية وحليفه حزب التقدم والاشتراكية -حزب يساري بحث – وايضاً لقاءه بأمين عام وقيادة حزب الاصالة والمعاصرة المعارض الشرس للبيجيدي، وهو نفسه الحزب الأول والمكون الرئيسي للحكومة المغربية”.

وأكد المختص في الشأن الفلسطيني بأن المواكب لتطورات حماس السياسية سيجدها تتوجه نحو العمل بنكهة دبلوماسية لخلق تواجد لها في معظم القارات عبر الدول المؤثرة فيها، مع الحفاظ على نفس المسافة مع مجمل المكونات الحزبية والتي قد تصبح في جولة من الجولات الانتخابية هي التي تقف على رأس التشكيل الحكومي في هذا البلد أو ذاك، مضيفا ” وبذلك تكون حاضرة ولها وجودها في ظل اي متغيرات قد تطرأ وتجعل الموازين متغيرة او متقلبة وهذا يعني التقدم بخطى عامة لتحقيق هدف خاص وبذلك تكون حماس تؤكد على نضوجها السياسي وتدرك أهميته وتعرف كيف توزع أطرها كلُ في مجال تخصصه داخل دائرة الاختصاص ، لهذا تجد الخطاب السياسي الحمساوي مؤثر بشكل ملموس على عكس حركة فتح التي كانت المؤثر الاقوى ولكن التمسك باشخاص بشكل خاص وعدم الدفع بدماء جديدة تواكب المرحلة وخصائصها والعمل على تغيير اللاعبين في الوقت المناسب بما يتناسب مع طبيعة المرحلة ومتغيراتها يجعل التراجع هو القائم وهذا لا يعني تغيُر المبدأ نفسه فالمبدأ فكرة راسخة وغير قابلة للتغيير سلبا، لذلك يتوجب على قيادة فتح الديمومة استشعار واستدراك المرحلة ومتطلباتها والشروع في ضخ الاطار الجديد القادر على مواصلة الطريق والاستمرارية نحو الهدف المنشود ، فهذا أمر يعزز مبدأ الفكرة ولا يغيبها على عكس ارتباطها باشخاص أصبح ما عليهم اكبر بكثير من ما لهم” .

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد