حرب روسيا على اوكرانيا…. ماهي التدعيات على المغرب ؟

كتب : عمر العلاوي

لم تخرج وزارة الخارجية المغربية بأي بيان حول مستجدات الاجتياح الروسي لاوكرانيا، و الحكمة تقتضي ذلك. تدعيات هذه الحرب تنذر بكارثة دولية و إنسانية و يمكن قراءتها بكثير من التشاؤم و الترقب الذين يدخلان ضمن أدوات تشكيل ملامح عالم جديد لما بعد” كورونا “.
بعيدا عما يخفيه ” كبار العالم ” و طموحات أصحاب القرار الجيوسياسي و الإقتصادي الدولي ، هل المغرب يشتغل بنفس نسق توالي الأحداث لغاية تقليص التبعاث ” الثقيلة جدا دون شك ” لهذا الصراع الكوني على أوضاعه الإستراتيجية و الإقتصادية و ما يرتبط بها أمنيا و اجتماعيا؟ .

موضوع كبير جدا تتزاحم ضمن مجاله افكار و تحليلات بنفس قدر تدافع آخر مستجداته السياسية و الميدانية. لن نسبق الأحداث و لكن لا يجب أن ندع الأحداث تسبق ترقبنا لكل المالات المحتملة.

القمح، الطاقة و قضية الصحراء.. . هي ثلاثة محاور كبرى تحتمل أكبر آثار الصراع الروسي/ الأمريكي على الساحة الأوكرانية.

1 – القمح / أو حينما يتعلق الأمر بالأمن الغذائي. مند بزوغ نظريات الدولة القومية و السيادة الوطنية، كان الأمن الغداءي حجر الزاوية في تثبيت أركان أية دولة وطنية و إحدى لبنات بناء استقرار الأنظمة السياسية و عامل التفاضل بينها لبناء مجال التداخل و القبول المتبادل في علاقة الأنظمة و شعوبها. من هذا المنطلق، اختصارا للعمل النظري، أزمة اوكرانيا ستكون لها تبعات على المخزون الوطني من مادة القمح- المغرب يستورد تقريبا 28% من حاجياته من هذه المادة من أوكرانيا. لذلك لم يكن من الصدفة خروج الناطق الرسمي بإسم الحكومة يومه الخميس برسالة تحمل دلالات للمغاربة حول هذه المادة مع إضافة طمأنينة أكثر حول المخزون الوطني من القمح وحجم المبالغ المالية المخصصة لها و آثار ذلك على الأسعار. لكن ما هو حجم الاحتياط الوطني؟ و ما هو حجم التحمل في حالة ما إذا طال عمر الأزمة .

العالمية في أوكرانيا/ روسيا؟

2- الطاقة. ربما هي المعضلة التي شجعت أكثر دولة روسيا الفيدرالية على تحدي امريكا و الناتو و اوروبا في قضية اوكرانيا، و يكفي مثلا القول بأن ألمانيا- أكبر اقتصادات أوروبا- تبقى تابعة لموسكو طاقيا بنسبة تتجاوز 50% من حاجياتها من الغاز دون أن تملك غير التخبط الاستراتيجي و لو -على الأقل- على الأمد القصير و المتوسط زمانيا و هي المعول عليها للعب دور محوري لمعاقبة روسيا اقتصاديا و ماليا.
حديثنا عن ألمانيا و تبعيتها للمصدر الطاقي الروسي ليس إلا من باب ربط الأحداث بالفاعلين ضمنها و إن كانت تبعاث هذه الحرب تفرض ضلالها على السوق العالمية للموارد الطاقية من بيترول و غاز ، مع الاستدلال بالصعود المهول لاثمنتها ضمن العقود الآجلة وسط “البورسات” الدولية.

3- قضية الصحراء ..

هي القضية المحورية للمغرب و لكل المغاربية، و هي متشابكة استراتيجيا مع ماسبق ذكره- غداءيا و طاقيا- بالنظر إلى حجم الصراع و حجم الفاعلين ضمنه و بالنظر كذلك إلى انتهازية الخصوم و الأصدقاء في ربط الأحداث السياسية و العسكرية و كذا الإقتصادية.
حرب روسيا على اوكرانيا هي اعادة الحرب إلى القارة الأوروبية و بالضبط إلى الحدود التاريخية لايديولوجية الشرق و الغرب . هل هذه الحروب ستعود بمنطق تاريخ الحرب الباردة و تسترجع معها كل الصراعات المنسية و زخمها المفقود- ومن ضمنها قضية الصحراء المغربية- ؟ أم أنها ستفتح صراعات جديدة تستوجب اقبار ما سبقها؟ هل ستحيى محاور الماضي أم أنها ستؤسس لمحاور أخرى تكون فيها أمريكا و روسيا في محور واحد يورط اوربا و يخضها من أجل تقليص حجم الصين و فرض هيمنة تراعي ريادة امريكا و طموح الكرملين؟
الكل يراقب و على الكل الاستمرار في الانتظارية.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد