حديث البيجيدي

رفض المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية تعديل المادة 16 من قانون الحزب الأساسي بما يسمح بتولي المسؤولية لأزيد من ولايتين متتاليتين.

وحسب نتائج التصويت فقد صوت ضد مقترح التعديل 126 عضو مقابل 101 صوتت بنعم من أصل 232 مصوت فيما اعتبرت أربع أصوات وهو الحدث الذي طغى على ماسواه خلال نهاية الأسبوع المنصرم.

حزب البيجيدي منذ نشأته اعتمد خطاب التميز عن الآخر بحيث ظل قادته يشددون على أن مؤسستهم الحزبية لها مبادئ وقواعد لا تحترمها أحزاب أخرى وتجعلها أكثر ديموقراطية منهم، وان المساطر المطبقة داخل الحزب ابتداءا من الانخراط مرورا بالتدرج في المسؤوليات ووصولا للاستحقاقات الانتخابية وتحمل المناصب العمومية تطبق بشكل لا مراء فيه ولا محاباة لأحد ولا لأي جهة، ولكن الشيء الأكيد أن الكل أصبح يعلم أن الحزب منذ المحطة الانتخابية التشريعية لم يعد كما قبل، فالصراعات داخله بدأت تخرج للعلن وبشكل شبه يومي تطالعنا الجرائد على تفاصيل الخصومات بين قياداته -وهو الأمر الذي كان الحزب يحرص على عدم حصوله ووصوله للصحافة- وكأن الحزب بدأت تتشكل فيه أجنحة مختلفة الرؤى والمصالح، وهذا في تقديري راجع لمرور الحزب من مرحلة الخطاب السياسي النظري المدروس والذي عادة يجلب التعاطف ولا يلزم بالشيء الكبير الى مرحلة تحمل المسؤولية العمومية و التعامل مع الواقع الملموس والذي لا تنفع فيه إلا النتائج الايجابية على أرض الواقع.

ما حدث من إبعاد لبنكيران عن قيادة الحزب قد يدخل في إطار سعي الحزب للتأقلم مع واقع جديد ومحاولة منه للصمود في وجه تحدياته الداخلية والاكراهات الخارجية والتي أصبحت تندر بقرب فقدان الحزب للكثير من قوته في الساحة السياسية المغربية وحتى تتوضح الصورة جيدا في المقبل من الأيام يتوقع الكثيرون ان مرحلة ما بعد بنكيران ستكون مختلفة تماما عن ما سبقها.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد