حامي الدين وقضية “آيت الجيد” إدانة أم براءة ؟!

لا تزال قضية مقتل الطالب أيت الجيد، فبراير 1993، في خضم الصراع الإيديولوجي الذي عرفته جامعة ظهر المهراز بفاس؛ والتي يواجه على خلفية مقتل أحد طلابها “أيت الجيد” القيادي في حزب العدالة والتنمية عبد العالي حامي الدين، تهمة التورط في الاعتداء على الطالب والمشاركة في مقتل أيت الجيد، قبل 24 سنة، بعد أن قضى سنتين سجنا نافذة بعد متابعتهم في نفس القضية.

 

حقوقيون: “حامي الدين شارك في مقتل  أيت الجيد”

 

وأكد محمد حاتمي الفاعل الحقوقي في مجال حقوق الإنسان أن هيئة الإنصاف والمصالحة لم تبرئ القيادي في حزب العدالة والتنمية عبد العالي حامي الدين، بل أن تعويضها لم يكن “تعويض براءة” بل تعويضا عن الإعتقال التعسفي، بعد أن قضى في الحراسة النظرية أكثر من المدة القانونية بيومين أو ثلاثة، وعوضته عن هذه المدة، التي إعتبرها في حد ذاتها موضوع تشكيك، موضحا  أن الحراسة النظرية استمرت من 25 فبراير 1993 إلى 1 مارس، باحتساب يومي 29 و30 فبراير، بينما أيام هذا الشهر لم تتجاوز 28 يوما في تلك السنة”، موردا أن “الحقيقة تتمثل في كون الحراسة النظرية امتدت بين 26 و28 فبراير سنة 1993.

وأشار حاتمي إلى أن ملف حامي الدين ومن معه منذ سنة 2012، ظلّ يراوح مكانه بسبب “تدخلات وزير العدل والحريات السابق آنذاك”، وهو ما أدّى إلى وقف الشكايات ضد حامي الدين، الذي سبق له أن قضى سنتين وراء القضبان، بعد ان قضى حكم قضائي من طرف محكمة الاستئناف بفاس بتاريخ 04-04-1994 بإدانة عبد العالي حامي الدين رفقة آخرين بسنتين سجنا نافذة بعد متابعتهم بتهمة المشاجرة بين فصيلين طلابيين أسفرت عن وفاة.

وفي ذات السياق فقد كان لحسن أيت الجيد شقيق بنعيسى أيت الجيد وهيئة دفاع عائلة الطالب اليساري بنعيسى أيت الجيد، قد كشفت عن ظهور أدلة جديدة، تثبت مشاركة حامي الدين في مقتل أيت الجيد، قبل 24 سنة، بعد ظهور أدلة جديدة، فضلاً عن شكاية توجه له أصابع الاتهام.

العدالة والتمية: “كلنا حامي الدين”

 

في الجهة الأخرى من قضية “أيت الجيد”، ينتصب حزب العدالة والتنمية رافعا شعار “كلنا حامي الدين”، معتبرا الإتهامات المنسوبة لعضو فريق العدالة والتنمية ورئيس لجنة التعليم والشؤون الثقافية والاجتماعية بمجلس المستشارين، حملة مغرضة ومنسقة تشنها بعض الجهات في حق حامي الدين.

حيث أعلن فريق حزب العدالة والتنمية بمجلس المستشارين، تضامنه مع القيادي بالحزب عبد العالي حامي الدين على خلفية قضية “بنعيسى آيت الجيد”، معلنا استنكاره لما وصفها “بالحملة المغرضة والمنسقة التي تشنها بعض الجهات المسنودة ببعض وسائل الاعلام في حق حامي الدين عضو فريق العدالة والتنمية ورئيس لجنة التعليم والشؤون الثقافية والاجتماعية بمجلس المستشارين”، وأن الحملة التي تستهدف حامي الدين هي “سلوك مشين بخلفية سياسية دنئية غرضه هو تشويه سمعة حامي الدين الشخصية ومساره النضالي، ويرمي أيضا إلى النيل من حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي له حامي الدين”.

فيما إعتبر عبد الصمد الإدريسي، محامي حامي الدين، في بيان حقيقة  أن وقائع القضية المعروفة بملف “أيت الجدي” سبق أن عرضت على القضاء لمرات متعددة وفي مستويات مختلفة (النيابة العامة، قاضي التحقيق، قضاء الحكم، المجلس الأعلى سابقا..) وصدرت بشأنها أحكام وقرارات قضائية متواترة حائزة لقوة الشيء المقضي به، وقد كان آخرها أحكام البراءة التي صدرت عن محكمة الاستئناف بفاس.

وأكد محامي حامي الدين، أن أخبار استدعاء عبد العلي حامي الدين رئيس منتدى الكرامة لحقوق الإنسان، والتي تصدر بين الفينة والأخرى في بعض وسائل الإعلام في حملة منسقة، خاصة أعداد أمس واليوم من “الصباح” و”الأخبار”  و”الأحداث المغربية” و”النهار المغربية” إضافة إلى مواقع إلكترونية، تضمنت معطيات مغلوطة وغير صحيحة، مستغربا أن تصدر هذه المقالات المنشورة متزامنة في تاريخ واحد، وبعبارات متشابهة تفيد أنها صادرة من محبرة واحدة.

وأشار البلاغ إلى أن الشخصين اللذين يدعيان أنهما من ذوي حقوق ” ايت الجيد”، ويكيلان التهم المشينة وغير الصحيحة لحامي الدين، يكونان في الحقيقة قد ارتكبا جنحة الوشاية الكاذبة كما ينص عليها الفصل 445 من القانون الجنائي، كما أن إخفاءهما وقائع صحيحة من أجل دفع هيئة التحقيق إلى القيام بأعمال تمس بالمصالح المالية لموكلي، وذلك بقصد الحصول على منفعة مالية لشخصيهما، يشكل جريمة النصب المنصوص عليها في الفصل 540 من القانون الجنائي.

وفي سياق متصل، فإن حامي الدين تخلف يوم الثلاثاء (19 دجنبر 2018)، عن الحضور في جلسة التحقيق معه بالغرفة الأولى لمحكمة الاستئناف في فاس، قبل أن يقرر قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بمدينة فاس، إعادة تبليغ عبد العالي حامي الدّين، للمثول أمامه في الجلسة التي ستعقد بتاريخ 24 يناير 2018 على خلفية الشكاية التي تقدمت بها عائلة الطالب اليساري محمد آيت الجيد بنعيسى، لتبقى كلمة القضاء الفيصل في قضية إتهام حامي الدين في مقتل الطالب اليساري “محمد أيت الجيد” والملقب ببنعيسى.

 

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد