حالة إنسانية…محمد :”صدقني ليس لدي حلم، أتمنى فقط الإستقرار”

محمد فناخ ﻣﻮﺍﻃﻦ ﻣﻦ ﺫﻭﻯ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ، يستخدم الكرسي المتحرك، من أسرة أنهكها الفقر والحرمان، توفي والده إثر حادثة سير، تركه إبن سنتين وأمه حامل بأخيه، بعد مرور بضع سنوات تزوجت أمه من عمه لظروف عائلية، ذلك الزواج قام بتدمير حياتهم كما يقول محمد .

عاش ﻃﻔﻮﻟﺔ ﺻﻌﺒﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ، عندما ﻭصل للسن ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﻠﺘﻤﺪﺭﺱ ذهب للعيش والدراسة في ﻓﻤﺆﺳﺴﺔ ﺇﺑﻦ ﺍﻟﺒﻴﻄﺎﺭ ﻟﻸﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﻤﻌﺎﻗﻴﻦ ﺣﺮﻛﻴﺎ في مدينة الخميسات، درس فيها حتى ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ ﺇﺑﺘﺪﺍﺋﻲ، ﻷﻧﻪ ﻟﻸﺳﻒ لا يوجد فيها ﺇﻋﺪﺍﺩﻱ ﻭﺛﺎﻧﻮﻱ .فإضطر ﻣﻦ ﺑﻌﺪ ﺳﺖ ﺳﻨوات عاشها في اﻟﺨﻤﻴﺴﺎﺕ أن يعود إلى مدينة گرسيف للعيش مع زوج أمه وعمه في نفس الوقت، عمه الذي يتعاطى للمخدرات (القنب الهندي أو مايسمى بالكيف) ، مع بداية الموسم الدراسي التحق بالإعدادية ﺇﺳﺘﻘﺮ مع أمه وزوجها، هناك  عاش ثلاث سنوات ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻠّﻬﺎ ﻣﺸﺎﻛﻞ عنف لفظي وجسدي من طرف عمه تجاهه وتجاه أمه، ﻛﺎفح حتى أنهى دراسته الإعدادية لكن للأسف توقف عن الدراسة ولم يجد من يساعده في محنته والدفاع عن حقه، عانى في صمت. بعدها خرج إلى الشارع وأصبح متشردا لا بيت يآويه ولا وطن يعطيه.

 

بعدها ذهب إلى مدينة طنجة استقبلته صديقة له تعرف عليها عبر موقع التواصل الإجتماعي “الفايسبوك”، لجأوا لجمعيات ذوي الاحتياجات الخاصة مطالبين رأفتهم به وأن يقبلو به لكن لم يتلقوا غير التجاهل من طرف المسؤولين، ﻣﻤﺎ ﺯﺭﻉ ﺑﺪﺍخلهم ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺑﺎﻟﻈﻠﻢ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ، ﺑﺪﺃﺕ ﺭﺣﻠﺔ ﻋﺬﺍبهم وﻟﻢ ييأسوا وقاومو رفقة بعض الأصدقاء بالذهاب إلى الولاية الكبرى بطنجة إلى مكتب الشؤون الإجتماعية لطلب المساعدة.

 حدثنا قليلا عن مصدر رزقك وكيف هي حياتك في كرسيف وأين تسكن ؟

 أولا بالنسبة لمصدر رزقي هي فقط بعض المساعدات من الأصدقاء هنا فگرسيف، و حاليا أنام في مكان تحت مركز الإستقبال “لاكاف” بأحد فنادق كرسيف، والذي سمح لي صاحبه بإستعمال ذلك المكان لكي لا أبقى عرضة للشارع، والعنف اللفضي والجسدي من قبل مجموعة من أفراد هذا المجمتع.

ما هي الصعوبات التي تواجهك وأنت مواطن من ذوي الإحتياجات الخاصة ؟

هي مجموعة من الصعوبات، سأعطيك بعض الأمثلة :

أحيانا أصل أمام أحد الأرصفة وأقف عاجزا لعدم وجود ولوجيات،  فأطلب من أحد المارة أن يساعدني على تجاوز الرصيف فيكون جوابه “الله يسهل” وكأنني أطلب مساعدة نقدية .

زيادة على مجموعة من عبارات التي تمر أمام أذني ك”شوف مسكين ماعندو لا يدين لا رجلين” … وهي عبارات جارحة بالنسبة لأي شخص معاق، حيث أن مجموعة من أفراد هذا المجمتع يعتبروننا مواطنين من الدرجة الثانية وهذا جارح بالنسبة لأي شخص لديه إعاقة .

كيف هي تمر زيارتك لوالدتك قربنا قليلا من تلك اللحظات، وكيف سيمر عيد الأضحى بالنسبة إليك ؟

علاقتي بوالدتي بدأت تتحسن تدريجيا، والآن أفضل بكثير مما كان في وقت سابق، هي تعيش الآن بدوار لمزاود تافراطة التابع للجماعة القروية لمريجة إقليم  گرسيف، رفقة أخي  الذي يشتغل في الفلاحة، وهو من يعيل الأسرة ولدينا بقرة نبيع حليبها، وسيمر عيد الأضحى كما سابقه رفقة أمي وأخي ولكن سأعود بعدها لمدينة كرسيف لأنني لا أريد أن أكون هناك .

كآخر سؤال…. ماذا تطلبه من المغاربة وما هو حلمك في الحياة ؟
صدقني ليس لدي حلم في الحياة، حلمي الإستقرار وهذه أهم شيء لدي في هذه اللحظة , ” مابغيتش نبقا كل مرة فين ….مرة عند هذا مرة عند لاخور”

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد