جوخة الحارثي وعقلية “الباكاج” العربية

كتبت : الدكتورة العالية ماء العينين

لم أقرأ للروائية العمانية جوخة الحارثي من قبل ولكنني سعدت بحصولها على جائزة مان بوكر للروائية العالمية 2019، خصوصا بعدما قرأت ما كتبه عنها الناقد المتميز الدكتور إبراهيم الحجري. وبالتأكيد وصلتني أصداء النقاش الذي دار حول الحدث خصوصا مسألة عدم انتباه “الجوائز العربية” لها لأنها سبق ووصلت إلى اللائحة القصيرة لإحداها! وطبعا سيتوجه التحليل إلى مصداقية هذه الجوائز والتشكيك في اختياراتها! وهناك نقاش تجاوز الجوائز العربية إلى الحكم على الذائقة الأدبية العربية بالتردي وعدم النضج لأنها لم تنتبه من قبل لهذا العمل…

بالنسبة لي لست في محل الدفاع عن الجوائز العربية فلها ما لها وعليها ما عليها. ولكن أتساءل لو فازت جوخة الحارثي بإحداها هل كانت ستسلم من تلك الاتهامات؟ لا أظن، فنحن نعاني من مشكلة أحكام “الباكاج” عندنا يفوز روائي بجائزة عربية يجب أن يدخل في دائرة الشك لأن الجائزة مشكوك فيها وهذا حكم لا علاقة له بالعمل الأدبي. وفي المقابل إذا فاز بجائزة دولية فلا يهم كيف يكون العمل مع العلم أن “الجوائز الدولية” أيضا لها حساباتها الخاصة والتي تتحكم أحيانا في اختيار الأعمال الأدبية والفنية العربية(….)في عقلية” الباكاج” لا مجال لمناقشة التفاصيل….

من جهة أخرى لا أحد يجادل في فقر المتابعة للأعمال الإبداعية العربية خصوصا مع هذا الكم الهائل من الإنتاجات الأدبية والروائية على وجه الخصوص. فهل يفترض أن نقرأ كل ما يكتب لنكون أصحاب ذائقة أدبية عالية، وهل كان سيطرح السؤال لو لم تفز هذه الرواية بجائزة دولية؟
هذه بعض أفكار راودتني على هامش هذا الحدث الأدبي الجميل الذي أسعدنا وأتمنى أن أعود إلى هذا الموضوع بعد قراءة العمل ومرة أخرى هنيئا للروائية العمانية جوخة الحارثي وللأدب العماني والعربي.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد