جواد مبروكي: الطفل يعتبر الإغتصاب لعبة لأنه يجهل معنى الجنس

تعتبر ظاهرة اغتصاب الأطفال ظاهرة عالمية لا تستثني بلدا دون آخر حيث انشرت خلال السنوات الأخيرة بشكل كبير الشيء الذي يهدد كيان المجتمع المغربي ويقض مضاجع الأسر المغربية.

وعلاقة بالموضوع أكد الخبير  في التحليل النفسي للمجتمع المغربي والعربي جواد مبروكي في تصريح للمصدر ميديا على أنه لما يتعرض الطفل للتحرش الجنسي وللاغتصاب يكون لهذا الأمر عواقب خطيرة جدا، حيث أنه يجب أن نعلم أن الطفل وفي أغلب الأحيان يتعرض للاغتصاب من أقرب الناس لهم مثل الأب أو الجد أو العم أو الخال أو أولاد العمومة والأخوال، كما يتعرض للاغتصاب من طرف فقيه “المدارس القرآنية”، حيث نستنتج من هذا أن الطفل تكون له ثقة عمياء في هؤلاء الأشخاص الأقرباء وفي أول الأمر يعتبر الطفل أن الاغتصاب ما هو الا لعبة لأنه يجهل ما هو الجنس وما هي غاية هؤلاء المجرمين الذين استغلوا ثقتهم البريئة، لكن مع دخول الضحية في سن المراهقة يدرك ما وقع له مع أقربائه وأنه ضحية إغتصاب وتكون بداية عذاب مؤلم طيلة حياته ولا يعرف ما بإمكانه أن يفعله وخصوصا أن الجنس من الطابوهات وغياب التربية الجنسية يقصف بالحوار مع الأطفال في هذه المواضيع.

وأضاف جواد مبروكي على أن عواقب اغتصاب الأطفال كثيرة وخطيرة و تتجلى في  اضطراب الهوية الجنسية لدى المراهق بحيث بإمكانه أن يشعر بأنه مثلي أو شاد جنسي أو ما تعرض له من اغتصاب جعل منه مثلي فيقوم بتجارب جنسية في هذا الإتجاه وفي غالب الأحيان يغتصب بدوره أطفال آخرين و في غالب الاحيان عند كبره مجرم كذلك ويغتصب أطفال من محيطه، كما يعاني الطفل أيضا من الهروب من الجنس والخوف منه وهذا يعرقل علاقاته مع الجنس الاخر ويكون عائقا في سعادته وتوازنه ويصاب بالإكتئاب المزمن ويحاول الإنتحار في بعض الأحيان.

ويضيف الخبير  في التحليل النفسي للمجتمع المغربي والعربي: ” يعاني الطفل بعد الإغتصاب من حياة جنسية غير مرضية عند زواجه، فالفتاة ضحية الاغتصاب تعيش علاقاتها الجنسية مع زوجها بدون متعة وربما بآلام وكأنها تغتصب من زوجها، وبطبيعة الحال يشعر الزوج بغياب رغبتها ومتعتها في الجنس ويكون هذا سببا في النزاعات والصراعات، أما بالنسبة للزوج الذي اغتصب في صغره تكون له متطلبات جنسية من زوجته غير مرضية بالنسبة لها كما يحاول ممارسة الجنس معها من دبرها وكأنه يعيد اغتصابه بطريقة غير شعورية، كما يعاني المغتصب من علاقات منعدمة الثقة مع جميع الناس لأن الضحية قد أغتصب كذلك في ثقته العمياء والبريئة التي كان يضعها في صغره في أقربائه الذين كان عليهم أن يحمونه لا أن يستغلوا برائته ويغتصبونه. فأي ثقة بإمكان الضحية أن يضعها في أي شخص من بعد هذه التجارب المؤلمة، كما يصبح المغتصب عنيف في كل العلاقات الإجتماعية وحتى الزوجية منها ويفقد الثقة  في العائلة وفي المجتمع وحتى في الدّين ويلجأ إلى استعمال المخدرات والكحول والفشل في الدراسة والميول الى سلوكات ضارة للمجتمع وربما يصل حتى الى السجن”.

ويكشف المتحدث نفسه على أن أطفال الشخص الذي تعرض للإغتصاب يكون حريص عليهم ويمنعهم من تواجدهم مع اقربائهم كالجد والخال والعم بدون إشعاره كما يرفض أو ترفض  أن يذهب الطفل عند أصدقائه أو في المخيمات والأسفار المدرسية مخافة أن يتعرض الطفل لما تعرض له الأب أو الأم من اغتصاب في صغرهما.  ويلاحظ الطفل أنه لا يعيش بحرية مثل أصدقائه ويشعر بالحزن وبالذنب ولا يدرك مغزى سلوك الأب أو الأم وهذا الحرص المرضي الذي يشكل إعاقة في توازن وحياة الطفل.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد