في إطار تفعيل إتفاقية الشراكة والتعاون المبرمة بين جهتي الدار البيضاء-سطات والعيون الساقية الحمراء، نظم رؤساء اللجان الدائمة بالجهتين زيارة ود وعمل ابتداء من يوم الخميس 22 فبراير 2018 وإلى غاية يوم السبت 24 فبراير 2018، تشمل إجتماعات تواصلية وزيارات ميدانية هدفها الوقوف على مسار التنمية بالجهة ومناقشة بنود الإتفاقية والإتفاق على منهجية دقيقة لتنزل أهدافها وتسطير مخطط العمل المشترك.
وفي هذا الصدد افتتحت هذه الزيارة باجتماع عمل تواصلي نوه فيه السادة أعضاء الوفد بحفاوة الإستقبال والترحيب الذي خصصه أعضاء جهة العيون الساقية الحمراء، وقد قدمت بالمناسبة عروض توضيحية حول برنامج عمل جهة العيون الساقية الحمراء تضمنت ثلاث محاور تنموية أساسية طموحة تتمثل في بلوغ تنفيذ 254 مشروعا بكلفة إجمالية قدرها 40,6 مليار درهم للفترة مابين 2016-2021 موزعة على أقاليم الجهة عبر ثلاث برامج كبرى هي: البرنامج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، وبرنامج الحد من الفوارق الترابية بالعالم القروي، ثم برنامج تأهيل حواضر الجهة ومراكزها القروية وتهدف هذه البرامج إلى تعزيز البنيات التحتية وشبكات التواصل للرفع من جاذبية الجهة والنهوض بالمجالات الاقتصادية، دعم مشاريع التنمية البشرية والاجتماعية وتحسين الولوج إلى خدمات الصحة والتعليم، تحفيز الاستثمار الخاص ودعم المقاولات والاقتصاد الاجتماعي وتوفير فرص الشغل خاصة لفائدة الشباب، تثمين الثروات الطبيعية للجهة واستثمار عائداتها لفائدة ساكنتها باعتماد مبادئ الاستدامة والتشاور والتنسيق، وتعزيز آليات الحفاظ على التراث الصحراوي والتعريف به واستعماله كرافعة للتنمية.
وفي نفس السياق تناقش الأطراف بالمناسبة حول محاور التنمية المشتركة بين الجهتين وإستراتيجية العمل المقترحة وعدة إشكالات مطروحة، كما تداولا حول الأهداف المرجوة من الإتفاقية المبرمة والمتمثلة في تعزيز التعاون والشراكة بين الطرفين في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية ذات العلاقة بالتنمية الجهوية، إعداد بنك للمعلومات المتعلقة بالمجالات ذات الاهتمام المشترك بين الجهتين، تنظيم أنشطة وتظاهرات وندوات بناء على برنامج عمل سنوي تحدده لجنة التنسيق والتتبع المشار إليها في الفصل الرابع، تشجيع مجال البحث في خدمة تنمية الجهات عبر إنجاز أبحاث علمية تطبيقية ترسخ الهوية التاريخية والجغرافية والبشرية للجهتين بشراكة مع المؤسسات الجامعية، وذلك لحفظ الذاكرة والتعريف بالروابط المشتركة، ترسيخ الهوية الثقافية المغربية المتعددة، لاسيما ما يتعلق منها بالمكون الحساني وباقي المكونات المرتبطة بالجهتين، إحداث منتديات جهوية مشتركة، والقيام بأعمال مشتركة تساهم في الحفاظ على البيئة والمحيط الإيكولوجي من خلال تفعيل الميثاق الجهوي للبيئة والتنمية المستدامة لكلا الجهتين.
وقد عرفت أطوار هذه الزيارة الميدانية تنظيم أنشطة وبرامج مكثفة قام بها وفد رؤساء اللجان الدائمة لجهة الدار البيضاء-سطات ونظيره بجهة العيون الساقية الحمراء، حيث تعرف الطرفان على مؤهلات جهة العيون الساقية الحمراء ومميزاتها الإقتصادية والإجتماعية والثقافية والبيئية، وقد شملت هذه الزيارة التعرف على جل المرافق الحيوية بالجهة، كما مكنت من الوقوف عن كثب على مشاريع التنمية المفتوحة للإستثمارات والتي تهم مجمل القطاعات بما فيها الفلاحة والصناعات التقليدية، والطاقات المتجددة والصيد البحري، ومشاريع تأهيل البنيات التحتية والتهيئة الحضرية، ومراكز القرب والملاعب الرياضية ومراكز الأنشطة التربوية والثقافية والترفيهية، والتعاونيات الفلاحية ومنها تعاونية حليب الساقية الحمراء بفم الواد والتي تشكل أحد أهم مبادرات المجتمع المدني بالجهة.
كما شكلت هذه الجولة الميدانية فرصة مناسبة للوقوف على أشغال ومهام المحطة الريحية لفم الواد، ومركز تحلية المياه بالمرسى ومرافق وتجهيزات الميناء ومحطة المجمع الشريف للفوسفاط.