جديد الدكتور عبد الرحيم العطري.. كتاب عن السلطوية والربيع و”الانتقال العسير”

صدر حديثا عن مركز العلوم الاجتماعية وحوار الثقافات بالرباط، كتاب جديد للسوسيولوجي المغربي الأستاذ الدكتور عبد الرحيم العطري، والذي جاء في 252 صفحة من القطع الكبير بغلاف دال زاوج بين البياض والسواد، يعلوه رسم كاريكاتيري مُعَبِّر للفنان الراحل ناجي العلي.

توزع كتاب العطري على سبعة فصول آثر تسميتها بالجروح، منتقلا من جرج إلى جرج، مفكرا في داء العطب القديم، الذي يجعل من الانتقال إلى الحداثة والديمقراطية فعلا عسيرا في الحالة العربية من الماء إلى الماء، أو من الجرح إلى الجرح بتعبير عبد الرحيم العطري.

وفي هذا الصدد يقول: “في هذا الكتاب لا نتبنى فرضية الثورة الناجزة، وفقا لما نحتته أدبيات الثورات، فما حدث في العالم العربي، يمكن توصيفه بالرجات والهزات والانتفاضات الموقوفة التنفيذ، أما الثورة فذلكم توصيف مثالي في تقديره وتمثله لما حدث ويحدث. إنها هزات اجتماعية كبرى، لم تستطع تثوير ممارستها لاعتبارات عدة، تتصل بعسر الانتقال من القبيلة إلى الدولة، مع ما يعنيه هذا العسر من استمرار لبنية العلاقات التراتبية والاستزلامية التي تؤجل التغيير، وتحد من فعالية الخروج عن طوع السائد، ليست ثورة لأنها لم تحدث القطيعة مع الفائت، بل عملت على ترميق وتوليف اللحظة التاريخية، وإعادة صوغ الراهن في عباءة الفائت، إنه التغيير ضمن نسق الاستمرارية. كما أنها ليست ثورة لغياب طبقة متوسطة قادرة على دعمها وتوطيدها، هي رجات ربيع ديمقراطي، قد تزهر عدالة ومساواة، وقد تنتج “استبداديات” جديدة بمساحيق ومراهم مختلفة، المهم أن الحكم عليها ما زال عصيا على التقرير”، فمن”عُسْر انتقال” إلى “تجديد السلطوية”، فـ”الافتراضي موطناً”، ثم “الإفلاس الاجتماعي” و”مسارات وممكنات” و”أعطاب وأعطاب” وانتهاء بـ”من الجرح إلى الجرح”.

تناول الأستاذ الجامعي عبد الرحيم العطري، العديد من المواضيع والقضايا المتوزعة على الاجتماع والسياسة والاقتصاد والافتراضي، محاولا الإجابة عن إخفاقات الانتقال الديمقراطي في الوطن العربي، ومذكرا في كل حين بشروط التغيير وضروراته المتمثلة برأيه في تجذير واقع من تاءات التنوير والتغيير والتحرير وعيون العدل والعمل والعلم، لتجاوز كل الأعطاب وكسب كل التحديات.

يذكر أن الدكتور عبد الرحيم العطري الذي يعمل أستاذا لعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، سبق وأن صدرت له عدة مؤلفات نذكر منها: صناعة النخبة بالمغرب، وقرابة الملح، وبركة الأولياء، والمسألة القروية بالمغرب، وسوسيولوجيا الحركات الاحتجاجية، فضلا عن سوسيولوجيا السلطة السياسية، وهو الكتاب الذي نال عنه جائزة المغرب الكبرى للكتاب في العلوم الاجتماعية سنة 2017.