جدل المساواة في الإرث بين الرجل والمرأة بين الواقع المتغير والنص الثابت

ما زالت أصداء دعوة الرئيس التونسي، باجي قايد السبسي إلى المساواة بين المرأة والرجل في كل المجالات بما فيها الإرث، تتردد لتثير جدلا واسعا في تونس من ناحية ودول عربية أخرى من بينها المغرب، والذي لم يكن السجال به جديدا، بل فقط عودة لسجال حاد يرى فيه مؤيدوه دعوة لمواكبة سياقات التحولات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية لأدوار الرجل والمرأة المدعومة دينيا بشرط القوامة، والتي تستدعي مزيدا من المراجعات والاجتهادات، وبين من يرى أن الإرث خط أحمر لا يجادل، ولا يمكن المساس به إطلاقا.

“المصدر ميديا” نقلت السجال القديم الجديد إلى كل من المفكر احمد عصيد، والشيخ محمد الفيزازي، في محاولة لتقريب الأراء، وفهم تفاصيل الجدل القائم في موضوع المساواة في الإرث بين الواقع المتغير والنص التابث.

 

عصيد: “المرجع اليوم في مناقشة موضوع المساواة في الإرث هو الواقع المتغير وليس النص التابث”.

 

إعتبر أحمد عصيد المفكر والفاعل الحقوقي، أن مسألة المساواة في الإرث بين الرجل والمرأة تفرض فهم سياقات التابث والمتحول، ” المرجع اليوم في مناقشة موضوع المساواة في الإرث بين الرجل والمرأة، هو الواقع المتغير وليس النص التابث”.

 ” النص الثابث لا يمكن أن يحيط بالواقع المتغير، معتبرا أن المرجع الديني المبني شرعا على الأية القرانية “للذكر مثل حظ الأنثيين”، يفرض فهم سياقاته الاجتماعية والإقتصادية التي لم تعد قائمة، والتي سطرت كبرى تحولاتها التحول من القبيلة والعشيرة أي الأسرة الممتدة، إلى الأسرة النووية، وهو ما فرض تحولات مست مجموعة من المفاهيم ضمنها مفهوم القوامة الذي لم يعد قادرا على مواكبة هذه التحولات، بإعتبار المرأة أصبحت أحد منتجي الثروة، وتتحمل مسؤوليات، وتشتغل في كل المجالات..”

” مسألة المساواة في الإرث بين الرجل والمرأة تطرح في السياق المغربي في إطار مسار البناء الديمقراطي، الذي لا يمكن أن يقوم بدون المساواة التامة بين جميع المواطنين على أساس قاعدة المواطنة التامة، والذي أرسى الفصل 19 من دستور 2011 إطاره المرجعي للمطالبة بالمساواة بين الجنسين، والتي من بينها المساواة في الإرث”.

وختتم عصيد كلامه أن الشروط الأن” مهيأة من أجل فتح نقاش عمومي جدي وعميق حول موضوع الإرث، تخوضه جميع الأطراف بروح وطنية ومسؤولية دون ترهيب ودون عنف”.

 

الفيزازي: “الدعوة إلى المساواة في الإرث مسألة تسئ إلى المرأة إساءة بليغة جدا…والكارثة التي ستحل بالإسلام”

تفاعلا مع النقاش والسجال الذي أعاد نسج خيوطه  دعوة الرئيس التونسي، باجي قايد السبسي عبر قراره الداعي إلى تكريس المساواة بين المرأة والرجل في جميع المجلات وخصوصا الإرث، اعتبر الشيخ محمد الفيزازي أن” أصحاب القرار في تونس لاعلاقة لهم بشريعة الله، يغردون في واد ودين الإسلام في واد آخر، وهم بهذا القرار يسيئون إلى المراة إساءة بليغة جدا”.

وأكد الفيزازي أن القرار الذي ينتظر أن يقدم عليه الرئيس التونسي “قرارات من لا يعرف الإسلام، ولا يعرف شرع الله، ولا يعرف قيمة توزيع التركة من رب العالمين، ونحن أمام هذا التقسيم لا يمكن أن نقول فقط إلا  سمعنا وأطعنا…”.

” الشريعة الإسلامية أعطت للمرأة مالم تعطه للرجال، فهناك أربع حالات خاصة فقط للذكور، عشر حالات فيها تسوية تامة بين الذكور والإناث، وحوالي ستة عشر حالة تأخد فيها الأنثى اكثر من الذكر، ولهذا فإنهم عندما يظنون أنهم يخدمون المرأة، فهم يسيؤون إليها ماديا من حيث لايشعرون”.

واعتبر الفيزازي أن المطالبة بالمساواة التامة هي الكارثة العظمى التي ستحل بالإسلام، قائلا:”هؤلاء لا يعرفون ما يفعلون…هؤلاء يريدون إرضاء بعض الجهات الغربية بتعسفاتهم في فهم الإسلام وتطبيقه”.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد