ثمن الموت ثلاثون درهما

يوم الاثنين المنصرم وكما عادة أهل جماعة أيت حدو يوسف التابعة لإقليم شيشاوة، إنطلق أربعة مواطنين صوب أحد الغيران بمنطقة أورار والغار المعلوم  كان تابعا لشركة معدنية، وسابقا كانت تستخرج منه مواد معدنية وبعد ذهاب الشركة أصبح سكان المنطقة الذين يعانون من ظروف معيشية صعبة يقصدونه لاستخراج التراب الممزوج بنسب جد ضعيفة من الذهب ويبيعونه لجهة ما بثمن 30 درها للكيلو الواحد بحسب شهادات بعض أهل البلد.

الغار ومع توالي السنين والتساقطات المطرية أصبح في وضعية حرجة مما فاقم من المخاطر التي تتربص بالباحثين عن لقمة عيش في احشاءه ،هولاء الأربعة الذي أسلفنا ذكرهم لم يكتب لهم العودة في آخر النهار بما تييسر من درهيمات ليسدوا بها رمق ذويهم، لأنهم للاسف قضوا نحبهم داخل الغار بعد أن انهار عليهم هم وثلاثة آخرون كانوا اكثر حظا ويعالجون حاليا في المستشفى بعد أن كتبت لهم النجاة من الكارثة التي حصلت وحصدت تلك الأرواح المكسينة، لتعيد إلى الواجهة السؤال حول وضعية تلك المناطق الضعيفة والمهمشة وما كان ممكنا القيام به لتفادي وقوع مثل تلك المآسي ؟

لم نرى اجتماعا عاجلا للحكومة المركزية بالرباط أو حتى من تحرك قوي من طرف المنتخبين عن المنطقة لتدارس المسألة وتقديم حلول عملية وعاجلة لمشاكل هؤلاء المساكين والذين يقذفهم العوز في احضان الموت مقابل دريهمات معدودة !

أو لم يتم انتخاب هؤلاء والحكومة ككل لكي يتمكن سكان تلك المنطقة وكل المناطق بالعيش بكرامة وفي أمان ؟

في انتظار الجواب عمليا على هاته الأسئلة من طرف المسؤولين نقرأ السلام على أرواحهم المغبونة والمسكينة .

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد