تيار ولد الرشيد يجرف شباط لمصلحة نزار

اكتسح القيادي نزار البركة انتخابات اختيار امين عام جديد لحزب الاستقلال بحسب النتيجة الرسمية التي أعلنت عنها اللجنة المكلفة بالفرز، حيث حصل نزار على 924 صوتا، في حين حصل حميد شباط على 230 صوتا فقط وذلك بعدما نزل حمدي ول الرشيد بكل ثقله لأجل إزاحة حليف الأمس شباط عن سدة الأمانة العامة للحزب وبالمقابل احتفظ هو أي حمدي بوزن كبير داخل أهم الأجهزة المسيرة للحزب كالمجلس الوطني واللجنة التنفيذية.

اذا نظرنا للمشهد من بعيد وفكرنا في الأمر بشكل تبسيطي سنخال أنفسنا أمام مشهد جميل يجسد التداول السلمي والديموقراطي للمسؤوليات داخل حزب سياسي مهم في الساحة السياسية المغربية ولكن لكي تكتمل الصورة في الأذهان ولفهم ماذا جرى يتطلب الأمر الرجوع إلى الخلف قليلا واسترجاع التاريخ القريب.

حميد شباط القادم من بيئة شعبية متواضعة وأسرة أصولها من أرياف مدينة فاس سطع نجمه خلال سنوات قليلة في أسلاك الاتحاد العام للشغالين بالمغرب وهي النقابة التابعة لحزب الاستقلال حتى أصبح زعيمها الأوحد ، وفي حقبة زمنية معينة غير بعيدة من تاريخ هذا البلد حين أصبحت التوازنات في الساحة السياسة تتطلب زعامات شعبوية خصوصا مع وصول بنكيران لقمة الهرم في حزب العدالة والتنمية جيء بالرجل أو أفسح له المجال لترؤوس الحزب الذي ظل منذ تأسيسه على يد علال الفاسي وإخوانه لا تسيره الا قيادات من البرجوازية السياسية (إن صحت العبارة) فاسية (علال الفاسي) رباطية(بلا فريج) مراكشية (بوستة)، الرجل وقد أشتد عوده وقد تكون مسته نفحة من غرور حاول بتحالفه مع حزب العدالة والتنمية ان يلعب في الساحة السياسة بعيدا عن القواعد المتعارف عليها وربما يكون قد كسر العديد من الأعراف المؤسسة للعمل السياسي في المغرب وتشاء الأقدار أن الرجل الذي آزره وشد من عضده لمدة سنوات للبقاء مسيطرا على مقاليد حزب الاستقلال هو نفس الشخص الذي صار معول لهدم زعامته في الحزب وهنا يجري الحديث عن حمدي ولد الرشيد ،والذي يقول خصومه أنه وإن دعم نزار البركة للظفر بالأمانة العامة للحزب فقد احتفظ لنفسه بالكثير من النفوذ والسلطة داخل الحزب قد يفقدان الأمين العام الجديد القدرة على تسيير الحزب باستقلالية عن رغبات وإرادة القيادي الصحراوي .

وفي انتظار ما ستسفر عنه الأيام من توجهات جديدة مفترضة لحزب الاستقلال على ضوء هاته النتائج تبقى الاحداث الأخيرة التي مر منها الحزب مليئة بالعبر والدلالات و عاكسة بشكل جدي للواقع السياسي المغربي.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد