تونس…الدرس الديمقراطي البليغ

‎”زلزال سياسي” هذا بالضبط ماحصل بعد النتائج الجزئية للانتخابات التونسية حين صوت العديد من ابناء تونس القيادات البارزة التي رشحت نفسها في هذا النزال السياسي في حين تم التصويت على مرشح وراء القضبان.

‎نبيل القروي رجل الاعمال تقدم للانتخابات التونسية, رغم وجوده في السجن بتهم ثقيلة الا انه استطاع ان يكسب ثقة الشارع التونسي ‎متقدما على 24 مرشحا آخرين، لهم الباع الطويل في السياسة, وان كان لهذا الامر من قراءة فإن ابرز مايمكن تسجيله هو هذا المناخ الديمقراطي الذي تعيشه بلاد الياسمين, من جهة ومن جهة ثانية الاحساس بالمواطنة الحقة والتي يتمتع بها كل تونسي بغض النظر عن المكان الموجود فيه.

‎اذا حسم نبيل القروي النتائج لصالحه في الدور النهائي فسنكون أمام حالة خاصة, حالة تبرز بوضوح نضج الشارع التونسي الذي لم يحكم على شخص قبل ان يقول القضاء كلمته فيه ،بل واعطاه الحق في ممارسة حقه الانساني والسياسي.

‎السؤال الذي يتبادر الى الذهن هل سيخرج نبيل القروي من السجن كما دخله ام سيقول ما قاله أحد أمراء موريتانيا كما تقول الحكاية أو الأسطورة.

‎تحكي الأسطورة الموريتانية أن أحد الأمراء وهو بكار ولد سويد احمد امير امارة اداوعيش،توفي والده وترك عددا من الأولاد وأتباع الإمارة، وحدث اختلاف كبير حول من يتولى أمرها ، واستقر الرأي بعد خلاف ‎كبير على ابنه، بكار.

‎فذهب الجميع يبحث عن الأمير الجديد الذي لم يكن له في الحسبان ‎أنه سيصبح أميرا.

‎بعد جهد جهيد، وجد داخل سدر كثيف من النبق ..‎نودي عليه يافلان أخرج والتحق بأعيان ووجهاء الإمارة، لقد أصبحت أميرا عليها باتفاق ‎الجميع.

‎قال لهم كيف سأخرج من هذا السدر الكثيف؟ ‎وقيل له أخرج بالطريقة التي دخلت بها ، ونحن في انتظارك.

‎عندها قال الأمير قولته المشهورة، لقد دخلتها شخصا عاديا وأنا الآن أمير، فافسحوا لي المجال وسهلوا الطريق.

‎ تذكرت الواقعة وأنا أتابع الانتخابات ‎التونسية-التي نتمنى أن تكون لنا ولغيرنا من الدول العربية درسا-‎وتذكرت خاصة المرشح ،نبيل القروي ‎في حالة ما إذا حالفه الحظ وفاز ،فهل سيكون خروجه من زنزانته ‎بالطريقة التي خرج بها الأمير الموريتاني.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد