تضامني المطلق مع جمال الدبوز …

كتب : الدكتور سعد ماء العينين

انتشر مؤخرا على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو للكوميدي جمال الدبوز، والذي يصف فيه المهاجرين المغاربة القادمين لقضاء عطلتهم الصيفية ببلدهم الأم، بأنهم يشبهون (les gnous)، وبالعربية يسمى حيوان “النو”، وهو من فصيلة البقريات، حيوان مميز الشكل، حيث يجمع بين رأس وقرني الثور، ووجه البقرة، وذيل وشعر الحصان … !

ويستمر جمال الدبوز في كلامه ذاك أمام الضيوف الفرنسيين، “البيض المتحضرين” الحاضرين في استديو القناة الثانية الفرنسية، والذين تقريبا كادوا يسقطوا على ظهورهم من الضحك من كلامه وسخريته من أهله ومواطنيه، وبطبيعة الحال، اللقاء كان يتابعه الملايين من المشاهدين الفرنسيين عبر شاشات التلفاز، وكلهم فخر أنهم هم الاوروبيين المتحضرون الذين يرعون قطيع “النو” هذا، ويطعمونه من خيراتهم، وأنه لحسن الحظ، تمكن أحد أفراد هذا القطيع (جمال الدبوز)، من الترقي من مراتب الحيوانية، ليصل لمكانة الإنسان، ويجلس بينهم، ويحدثهم عن ماضيه الوحشي البئيس !

ويتابع جمال، ويقول إن الإسبان لا يحبونهم (أي المهاجرين القادمين من فرنسا)، لأنهم في طريق عبورهم من فرنسا للمغرب، لا يشترون من إسبانيا أي شيء، ولا تستفيد منهم إلا مراحيض محطات الاستراحة … !

هذا الكلام، تسبب في رد فعل غاضب من طرف المغاربة المهاجرين، وكذا غير المهاجرين، بسبب ما اعتبروه إساءة وتحقير كبير لهم !

وفي خطوة قد يعتبرها البعض غريبة فقد قررت أنا أن أعلن تضامني المطلق مع الكوميدي جمال لأسباب عدة :

فأولا ما الذي يزعج الناس في كلامه، فالرجل أعلم بنفسه من الجميع، وهو يحس بنفسه أقرب لحيوان “النو” ويعتقد أن الجميع مثله، وبالتالي يصرح بخالص ارادته أنه سعيد بانتمائه الى قطيع الحيوانات ذاك …!

ثانيا فذكر “النو” هذا كان عنده إحساس عميق بالدونية وقلة القيمة وبين عشية وضحاها أصبح يستقبل في المطارات وتفرش له الورود وتقام له الحفلات ويخصص له مهرجان للضحك في مراكش ويجني أموال خيالية من وصلاته الهزلية التافهة، فإذا طبيعي أنه سيتحدث من خلال المنابر التي فتحت له وبصدق عن تجاربه عندما كان منتميا لفصيلة البقريات !

وأخيرا لست أرى اين المشكل فمن حق جمال الدبوز أن يرى نفسه “نوا” أو “معزة” أو حتى “دودة قز” وهو حر في نظرته لنفسه ولكن ما لا يمكن فهمه هو القيمة التي أعطيت له منذ سنين عدة من طرف الرسميين وغير الرسميين حتى وصل درجة الغرور وأصبح يعتبر نفسه وصل مرتبة الإنسان بل والإنسان الكامل الفريد من نوعه !

أتضامن مع جمال الدبوز ومن خلاله أحيي مجاميع السفهاء أينما حلوا وارتحلوا فهذا زمنهم ودهر أمجادهم !

واقول للكادين الكادحين، في بلاد الناس ليحسنوا من واقعهم الاقتصادي ويصلحون من أحوال أهاليهم، عليكم أن تعلموا أولادكم كيف يصبحون كجمال الدبوز فلربما يكون حظهم في الحياة افضل من حظوظكم !!

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد