تدريس التربية الجنسية بالمغرب بين الضرورة الحياتية ومقاومة المجتمع

كشفت مصادر مطلعة أن البعثات الفرنسية بالمغرب تعتزم إدراج مواد التربية الجنسية ابتداءا من  الموسم الدراسي المقبل بعد أن تم اعتمادها رسميا بفرنسا الشيء الذي جعل آباء وأولياء التلاميذ في حالة سادها نوع من القلق والترقب.

هذا وتستهدف مواد التربية الجنسية  التلاميذ البالغين من العمر 4 سنوات فما فوق، حيث يعتمد النظام الجديد على تلقين الأطفال كل ما يتعلق بالهوية الجنسية، تدريجيا حسب أعمارهم.

أما فيما يخص الأطفال البالغين من العمر 5 سنوات فستتاح لهم فرصة لعب دور الزوج والزوجة وكذا تقمص شخصية الطبيب للتعرف على أجساد الآخرين.

وعلاقة بالموضوع  أكد الأخصائي النفسي حمزة الناصري في تصريح للمصدر ميديا على أن الطفل عندما يبلغ من العمر 4 سنوات، فإنه يمر بمرحلة السن الذهبي الذي تتطور فيه الهوية الجنسية لديه حيث يمر بمرحلة الوعي بالنوع، وعندها يعي بأن العالم الطبيعي مقسم إلى نوعين، وتليها مرحلة التعريف الجنسي التي يدرك من خلالها الطفل المميزات الخاصة بجسمه ويعي بأنه ينتمي إلى مجتمع مقسم إلى ذكر و أنثى مرورا بمرحلة تثبيت النوع والتي يعرف من خلال الطفل أن انتمائه هو حقيقة حتمية مرتبطة بالجسم لا غير .

وأضاف حمزة الناصري على أنه إذا كان الطفل في تلك المرحلة العمرية تخضع نفسه للتطور المذكور سابقا وبالموازاة مع التربية الجنسية سليمة يتلقاها بالمدرسة فهذا سيكون شيء جيد بالنسبة للأطفال في ذلك السن.

ويضيف الأخصائي النفسي على أن الجانب السلبي وراء تدريس التربية الجنسية للأطفال في سن مبكرة يتلخص في ضرورة مراعاة الخلفية الثقافية والإجتماعية للطفل لأن امتداد المسألة سيمس مرحلة المراهقة حيث سيقع تضارب بين الهوية الجنسية مع الهوية الأخلاقية لأنه تلقى تربية جنسية تجاوزت الإطار الثقافي والأخلاقي المحيط به، باعتبار أن المدرسة تلقنه شيء غير أن الأسرة  والمجتمع سيلقنانه شيء آخر، الشيء الذي سيخلق له العديد من التناقضات .

وكشف حمزة الناصري على أنه من ناحية الصحة النفسية وجب إعادة النظر في مسألة تدريس التربية الجنسية للطفل داخل المدارس في سن مبكرة باعتبار أن المحيط الثقافي و الإجتماعي المغربي مختلف عن باقي الدول الأخرى التي تعتمد هذه المنهجية في التدريس.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد