رجال لم يتذوقو طعم فرحة العيد
اذا كانت بعض المؤسسات تمنح للعاملين بها عطلة العيد لما لها من وقع ايجابي على النفوس فان بعض المهن تفرض تواجد الأشخاص في العمل يوم العيد حيث يفقد طعمه سواء لذى الشخص او اسرته وخاصة اذا كان رب العائلة .
” منذ اربع سنوات لم اقضي يوم العيد مع اسرتي بسبب عملي كعامل نظافة بالعكس في ذلك اليوم نتجتد منذ الساعات الاولى من الصباح قصد التهىء لما بعد الذبح حتى لاتتراكم النفايات ” يقول عياد فرح عامل نظافة.
وعن من يتولى مهمة ذبح الاضحية وكيف هي اجواء العيد داخل الاسرة وهو الغائب الحاضر يضيف عياد ” يتولى اخي ذبح الاضحية وبعد ثلاث ساعات التحق بهم لنكمل جميعا اجواء العيد حيث بعد الواحدة انهي عملي لالتحق بالمنزل ونتناول وجبة الغذاء مجتمعين ‘
هذا العامل احسن حال من الكثيرين لان لذيه جزء من الوقت ليعيش اجواء العيد ” خلال يوم العيد منذ الصباح وحتى السادسة مساءا وانا في العمل لا اعيش اجواءه بل يمر علي كالايام العادية فقط اشاهد الناس فرحة وتقوم بصلة الرحم عشية كل ذلك انا محروم منه فحتى ارتداء لباسا جديدا يوم العيد لايمكن لي بحكم عملي ” يقول عباس المتوكي عامل بمحطة للمحروقات.
غياب رب الاسرة عن منزله يوم العيد ينعكس سلبا على نفسية الافراد خاصة اذا كانوا مرتبطين به كثيرا ” جميع العاملين معي اخذو عطلة العيد وسافروا في حين اعمل انا لانه لايمكن ان نترك جميعا مكان العمل فارغا لذا يوم العيد فرض علي ان اعمل بل تتضاعف ساعاته اعيش مرارة الابتعاد عن الاسرة خاصة انها بمدينة بعيدة عن مكان عملي بكل صراحة اتقطع حسرة داخليا خاصة حينما تتصل زوجتي بتطبيق الفيديو المباشر واشاهد الابناء والوالدة يقومون بتحيتي انها بكل صراحة لحظة اكره فيها عملي الذي ابعدني عن اجواء العيد ” يقول بلمكي محمد حارس امن خاص.
اما البعض الاخر فيعيش اجواء العيد مع الاخرين والغرباء وهو بعيد عن اسرته ” يوم العيد يدر علي مبلغ مهم عكس الايام الاخرى العادية مما جعلني لا اسافر عند اسرتي حيث اقوم بذبح وسلخ اضاحي الكثير من الساكنة وأعيش معهم جزء من اجواء العيد التي كنت اتمنى ان اكون مع اسرتي لكن البحث عن (طرف الخبز ) حرمني من ذلك ” بقول عبد الله برير جزار
هؤلاء و الكثيرين لسان حالهم يقول
” ما أصعب أن تبكي بلا دموع
وما أصعب أن تشعر بالضيق وكأن المكان من حولك يضيق “