تحقيق / “الدلالات “تاجرات راس مالهن ” القناعة “

الدلالات جمع الدلالة وهي المرأة التي تعرض السلع للبيع قرب الاسواق او بالشوارع و الازقة الدائمة الحركة لتعرض بضاعتها على المارة وهي تفترش الارض وتتكون هذه الاشياء المعروضة من ” السواك’ للرجل والانثى ” الحناء ” “اعشاب طبية ” ” سمن الغنم ” “كؤوس الشعير المطهي ( المكلي ) ” وهي بضاعة بسيطة ومدخولها لاتتعدى دريهمات يوميا لكن رسالتهم ” القناعة سلعة لاتبور “.

استمدت هذه التجارة من القدم على مستوى ” لفريك ” مجموعة من الخيام عبارة عن حي تسكن بها تجمعات بشرية من ذات النسب غالبا وتكون ” الدلالة ” متواجدة هناك لكن تجوب قرب الخيام وهي تنادي بما بحوزتها من بضاعة للبيع تجمعها في رزمة وتحملها على الظهر وحين تسمع النسوة صوتها ينادين عليها قصد شراء حاجياتهن .
ومع التمدن انتقلت هذه التجارة مع السكان ليكتفين بعرض تجارتهن على قارعة الطريق .

” هذه التجارة لديها زبائنها نظرا لهامش الربح القليل وعرض مصنوعات يدوية الى جانب اعشاب طبية للتداوي وغيرها من الاشياء لاتوجد في المحلات التجارية ” يقول ابراهيم السالكي مهتم.

هذه التجارة رغم تمدن السكان لما يقارب 50 سنة والتحول من نمط الخيام الى المنازل فان تجارة “الدلالة ” لا تتطور ولا تتوسع في المعروضات بل تكتفي بحالتها العادية واشياءها البسيطة حيث تهدف منها الحصول على قوت يومها ” من احتقر راس ماله اكله.هذا شعاري رغم بساطة تجارتي فانني اعيل بها اسرتي منذ الاستقلال اعتمد في تجارتي على المصنوعات اليدوية كالسبحة او وسائد جلدية او ادوات تزيين العروس ….” تقول فاطمتو يرجى الله دلالة .

وعن المدخول اليومي لها تضيف ” تختلف الايام تارة عشرون درهما واخرى تتعدى الستون كل يوم ومدخوله ” وعن اماكن جلب بضاعتها تقول فاطمتو ” اغلبها من صنع يدي مثل الاعشاب المطحونة او الدهن (سمن الغنم ) او زخرفة الجلد اوفرها للزبناء حيث ياتين من كل احياء المدينة الي لمعرفة الجودة والاتقان “.

هؤلاء النسوة يشتغلن غالبا مساءا حيث فترة الصباح يعددن الحاجيات لعرضها مساءا على المارة .

ورغم ان هذه التجارة كانت الى وقت قريب ميدانا للنساء بامتياز واليوم هجم عليها الذكور حيث اصبح هؤلاء يزاحمون النسوة و يعرضون سلعهم بنفس طريقة ” الدلالة ” وهي عبارة عن العلك ( الصمغ العربي ) عشوب تستقدم من دول افريقية اخرى وعسل ….. واصبحوا يجاورون الدلالات ” في الصباح اتجول بالبضاعة بين الاسواق وامام المساجد ومساءا اعرضها بهذا المكان قرب الدلالات حيث تسود بيننا علاقة احترام وكذلك معاملة تجارية وليس هناك تنافر منهن ” يقول الناجم الرميلي تاجر.

نمط الدلالة لا يتطور أو يتغير رغم التقدم وعهد الاسواق الممتازة بل لازال يتصف بالثبات على وتيرة واحدة وهي البساطة المستمدة من القدم .

المصدر ميديا : المحجوب الأنصاري

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد