انتهى مؤتمر حزب العدالة والتنمية بفوز رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، ودخل بإنتهائه الحزب مرحلة الصراع والإنقسام، الذي أبانت نتائجه وتدوينات منتميه على أن الحزب سيعيش مرحلة حرجة من مراحل وجوده داخل المشهد السياسي المغربي، شعارها “الخيانة من أجل الوزارة”.
الصراع بدا جليا بعد تدوينة خالد البوقرعي الكاتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية، والتي عبر فيها قائلا: ” سابقة سيكون لها ما بعدها…يعلم الجميع أني لا أكتب إلا لماماً في هذا الحائط خصوصاً ما يتعلق بالشأن الداخلي لحزبنا العتيد ، لكن أجواء المؤتمر وما جرى فيه جعلتني أقف عند تجاوزٍ لقاعدة كنتُ أعتقد أنها غير قابلة حتى للنقاش بلهَ أن نتراجع عنها ، قاعدة بكثرة ما كنا نتواصى بها صارت جزءً من كياننا . علَّمونا في المجالس التربوية أن لا نطلب المسؤولية وأن لا نتهرب منها ولكن الأساس أن لا نطلبها لا تلميحاً ولا تصريحاً .. بل من كثرة الاحتياط كنا نعتبر تصويت الشخص على نفسه نقيصة ما بعدها نقيصة .. للأسف تم خرق قاعدة طلب المسؤولية ، ونسأل الله السلامة فيما سيأتي”.
التدوينة لم تمر بردا وسلاما، ليعلق عليها محمد يتيم النائب الثاني للأمين العام ووزير الشغل والإدماج المهني، قائلا: ” أتبنى السي خالد ما ورد في هذه التدوينة : سي خالد البوقرعي مع كامل احترامي لك. سي العثماني لم يطلب الأمانة العامة و نعرف مواقفه من المناصب -وزارة الخارجية نموذجا -و قدوة لكل اعضاء الحزب في الحكمة و بعد النظر و النزاهة. لكن سي العثماني لا يريد أن يذهب إلى الحكومة مكسور الجناح و قد أزيل عنه الغطاء السياسي. أن يظل الحزب في الحكومة مهم في هذه المرحلة و تقديره هذا دفعه مكرها إلى الاستنجاد بالأمانة العامة حتى يدبر المرحلة، مبدأ التنزه عن طلب المنصب مبدأ راسخ و قد ألقى بظلاله على المؤتمر إلا من وضع على عينيه نظارة سوداء، لا أحتاج أن أذكرك بخطورة المرحلة و أنت من قيادتنا و نعتز بأفكارك و شراستك لكن من الحكمة أن تكرس اتجاه القبول بمخرجات المؤتمر و تعمل على رص الصف و البناء”.
ولم تترك نزهة الوافي كاتبة الدولة لدى وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة المكلفة بالتنمية المستدامة، التي لم ترشح لعضوية الأمانة العامة، التدوينة لتمر معلقة ” الدكتور العثماني تحدث بكل موضوعية وفكك اطروحة كانت تروج دون تريث ودون نضج سياسي لما ألحقه ذلك بمؤسستنا ..العثماني لم يطلب المسؤولية لا تلميحا ولا غير ذلك ….اتقوا الله انكم تتكلمون عن احد قامات الحزب ومؤسسيه والذي رفض الاستوزار بعد اعفائه من منصب وزير الخارجية ..حيث انه مباشرة بعد الاعفاء خيره سي عبد الاله بين كل المناصب الموجودة واجاب انه يريد ان ينجح التجربة ورفض كرجل دولة ولم يوافق على اي منصب آخر عرض عليه …لم نسمع له ان تكلم عن اعفائه ..كفاكم جلدا لجسمكم ومسا برصيدكم …ممكن ان نصدق اي كلام الا هذا …عودوا الى صوابكم”.
فيما بدى المستشار بجماعة مولاي يعقوب المركز السيد “يوسف بابا”، غاضبا وهو يخط تدوينته “لا أخفيكم سرا أنه أصبحت تراودني فكرة مغادرة العمل السياسي، و التفرغ ﻷسرتي و أطفالي”.
وكانت اللائحة النهائية للأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، التي صوّت عليها المجلس الوطني للحزب، قد كشفت عن إبعاد العثماني، الأمين العام الجديد، كل من عبد الإله بنكيران، الأمين العام السابق، من قيادة الحزب والموالين له في مقدمتهم كل من عبد العالي حامي الدين، عضو الأمانة العامة السابق، وعبد العزيز أفتاتي، وآمنة ماء العينين، وبلال التليدي، وخالد البوقرعي المسؤول الوطني عن شبيبة الحزب، باستثناء مصطفى الخلفي الذي يشغل ناطقا رسميا باسم الحكومة.