بوحسين ينتقد قرار عبيابة حول منع تنظيم المهرجانات بسبب “كورونا” ويتساءل عن مصير الفنانين

انتقد محمود بوحسين، رئيس النقابة الوطنية للفنون الدرامية، قرار الحسن عبيابة، وزير الثقافة والشباب والرياضة القاضي بمنع تنظيم المهرجانات والتجمعات كإجراء للتصدي لانتشار فيروس “كورونا” المستجد.

وتسائل بوحسين عن مصير الفنانين، بعد قرار عبيابة معتبرا أن هذا الأخير لم يضع في الحسبان مصلحة الفنانين، خاصة الذين يشكل الفن مصدر رزقهم.

ونشر بوحسين تدوينة مطولة على صفحته بـ “الفايسبوك” عنونها بـ”الفن في زمن الكورونا”، يوضح من خلالها أن الوزارة استنسخت تدابير الحماية من وزارة الداخلية، متسائلا عن الإجراءات المتخذة من طرف الوزارة “لضمان سير الحركة المسرحية والفنية دون أن تتأثر بهذه الإجراءات الوقائية، ودون أن تتضرر أيضا الشغيلة الفنية والمهنيون العاملون والمرتبطون بالثقافة والفنون بشكل أعمق”.

وأضاف رئيس النقابة الوطنية للفنون الدرامية متسائلا: “ما مصير المهنيين في ظروف مستجدة وطارئة كهذه والحال أن العديد منهم يشكل الفن مصدر رزقهم الوحيد؟ وهل يفكر القائمون على المجال في شروط استثنائية، تضمن حدا مقبولا من مصدر عيشهم؟ وكيف سيتم التعامل القانوني مع التظاهرات المنظمة، وتعاقداتها المبرمة في هذا السياق؟ وما الذي ينبغي القيام به لحماية الحياة الثقافية من الآثار السلبية لهذا “الطارئ بعد انتهاء الأزمة؟”.

وتابع نفس المتحدث بقوله: “كل إجراء احترازي ذي أبعاد أمن-صحية، ينبغي أن توازيه تدابير تحمي المجالات المتضررة ضمانا لسيرورتها ولو في شروط وسياقات استثنائية، بحيث من الطبيعي أن تكون لكل إجراء انعكاسات جانبية ينبغي أن يتم تطويقها، وأن تستتبعها إجراءات أخرى موازية، حسب الاختصاص، وليس تكرار الإجراء الوحيد فقط”.

وأعرب مسعود بوحسين عن تخوفه من أن يتحول فيروس “كورونا” إلى سبب يتذرع به المسؤولون للتنصل من مسؤولياتهم، وعلق قائلا: “الخوف كل الخوف، إذن، أن يتحول الوباء لمشجب تعلق عليه كل الإخفاقات، ويصبح بمثابة القشة التي سيتمسك بها بعض المتنصلين من مسؤولياتهم، ممن يعتقدون، في قرارات أنفسهم، وهم المكلفون بتدبيرها، ويا للغرابة، بأن الثقافة ليست سوى عبئا على أكتافهم”.

وأكد بوحسين في تدوينته أن الاجراءات المتخذة بسبب كورونا، تنضاف إلى مجموعة من العوائق، التي تواجه المجال المسرحي، موضحا: “وبهذا يضاف “كورونا” إلى ستة أشهر “البلوكاج” الحكومي السابق، الذي انعكس باقتطاع ستة أشهر من كل موسم ثقافي، زيادة على تعطل انطلاق الموسم الثقافي الحالي، والصيف على الأبواب، كما لا ننسى التدافع الانتخابي المقبل، وتداعياته، زد على ذلك انتظار تشكيل الحكومة المقبلة، وبعدها الوقت الطويل، الذي سيحتاجه المسؤول الحكومي الجديد لاستيعاب طبيعة المشهد، ثم استعادة نقطة توقفه. كل هذا ينذر بزمن ضائع قد يرهن المشهد الثقافي لموسمين، أو ثلاتة، والحكم عليه من جديد بالعودة إلى مربع الانطلاق”.

وخلص رئيس النقابة الوطنية للفنون الدرامية إلى القول: “الإجراءات الحمائية ضرورة ملحة، لأن صحة المواطنات، والمواطنين فوق كل اعتبار مهما كانت الظروف، لكن يظل السير العادي للمجال، ومواصلة التخطيط لمستقبله، ولو في سياقات استثنائية، أمرا مطلوبا كذلك، ويحتاج إلى حلول مبتكرة، لا سيما من قطاع يرعى الإبداع”.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد