بوتفليقة مستمر في الحكم رغم قرار انسحابه

أثار قرار الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة عدم الترشح لولاية رئاسية خامسة، أمس الإثنين، ردود فعل في الأوساط الشعبية والسياسية في الجزائر، حيث رحبت فئة بالقرار واعتبرته صائبا، في حين اعتبرته فئة أخرى خطة سياسية جديدة لنظام الحكم في البلاد.

ورحب حزب جبهة التحرير الوطني الحاصل على الأغلبية في البرلمان بقرار بوتفليقة عدم الترشح لولاية خامسة، فيما يرى عدد من المحتجين الذين شاركوا في مسيرات حاشدة منذ شهر فبراير الماضي، أن القرار هو فقط “مناورة من النظام” لترتيب أوراقه وإعادة هيكلته من جديد.

وقالت الرئاسة الجزائرية في بيان لها صدر مساء أمس الاثنين، أن الانتخابات التي كانت ستجرى يوم 18 أبريل المقبل، سيتم تأجيلها إلى أجل غير مسمى كما سيطرح دستور جديد في استفتاء عام.

وقال عبدالعزيز بوتفليقة، في رسالة الوداع والتي وجهها إلى الشعب الجزائري، أنه سيساهم في تأسيس نظام جديد سيكون “بين أيدي الأجيال الجديدة من الجزائريات والجزائريين”، مضيفا أن هيئة “وطنية جامعة مستقلة” ستشرف على المرحلة الانتقالية، وصياغة الدستور الجديد، وتحديد موعد جديد لإجراء الانتخابات.

وكان بوتفليقة قد تعهد في رسالة وجهها الأسبوع الماضي إلى الجزائريين في محاولة منه إلى تهدئة الغضب الشعبي، أن يحكم لمدة سنة واحدة في حال فوزه بالولاية الخامسة في انتخابات 18 أبريل، وبعدها سيجرى انتخابات جديدة لا يترشح فيها، وأن يتم تأسيس هيئة لصياغة دستور جديد، لكن الاحتجاجات استمرت وطالبت بتنحيه عن الترشح في الانتخابات والابتعاد عن السلطة بشكل نهائي.

وحسب ما يراه معارضون ومهتمون بالشأن السياسي الجزائري، فيبدو أن النظام تمكن من تنفيذ المخطط القديم من خلال البيان الجديد الذي أطلقه بوتفليقة أمس الاثنين، حيث سيحكم لمدة عام تقريبا لكن دون انتخابات.

ويرى المعارضون أن عبد العزيز بوتفليقة سيعيد إنتاج النظام القديم بطريقة جديدة دون إجراء تغييرات جوهرية.

وحسب ما ذكرته تقارير إعلامية نقلا عن مصادر سياسية، فإن الجيش الجزائري سيلعب بشكل شبه مؤكد دورا قياديا في عملية الانتقال، وإنه يجري تقييما يشمل ثلاثة أو أربعة مدنيين لتولي الرئاسة.

وشهدت الجزائر مسيرات احتجاجية حاشدة في الآونة الأخيرة تعتبر هي الأكبر في الجزائر منذ قرار الجيش إلغاء الانتخابات عام 1991، وهو الأمر الذي أدى إلى اشتعال حرب دامية أسفرت عن سقوط عدد من الضحايا وتم إطلاق اسم العشرية السوداء على هذه المرحلة.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد