بنكيران بين جدل “معاشات الوزراء” و”قلة الحيلة”

أعادت التصريحات الاخيرة لرئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران، حول إستفادته من “معاش إستثنائي” الجدل من جديد حول قضية “معاشات الوزراء” بين من يرى فيها حقا وصونا لكرامتهم بعد إنتهاء ولاياتهم الحكومية، وبين من يرى فيها “ريعا” وإمتيازا على حساب أموال الفقراء.

هذا الجدل لم يكن بعيدا عن بنكيران الذي دافع ما مرة “معارضا” عن مسألة إنهاء المعاشات الوزارية والبرلمانية، خصوصا عندما كان نائبا برلمانيا في المعارضة سنة 2001، حين انتقد  صرف معاشات للوزراء السابقين، مستدلا بقصة الخليفة عمر بن الخطاب الذي سمع يوما بطنه و هو يتحرك من شدة الجوع وقال : “قرقر أو لا تقرقر .. والله لا تشبعين حتى يشبع أطفال المسلمين”…

في سياق هذا الجدل القائم، كتب الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي عمر الشرقاوي، في تدوينة على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك “باش سي عبد الاله بنكيران يفرض على الموظفين اقتطاعات على تقاعدهم لأربع سنوات متتالية، وفرض على مليون موظف الاقتطاع ما بين 200 درهم و1200 درهم، وينهي مهمته ويحصل على تقاعد وزاري استثنائي بأجرة 9 ملايين دون ان يساهم فيه ولو بسنتيم واحد. فهذا اسمه العبث اسمه الفوضى اسمه الظلم اسمه الحكرة”، وفي تدوينة اخرى كتب الشرقاوي: ” لا احد يشكك ان بنكيران تغلب على خصومه الحزبيين، ولطالما تهكم عليهم وعرى هشاشتهم، لكنه نسي ان لعنة تقاعد بسيط سيبدد رأسماله ليس فقط لعنة معاش استثنائي ربحه بدون جهد، بل لعنة مسه بمعاش مليون موظف يبدلون من اجله الجهد والمال الكثير للحصول عليه.

وكان بنكيران قد أكد ضمن فيديو بث من خلال تقنية “لايف”  على صفحة “فريد تيتي” سائقه الخاص  وناشر أخباره وصوره ومساعده الإعلامي، عن دخوله ضائقة مالية إضطرته للبحث عن عمل، علم بها عدد من قادة حزبه، قائلا: “تزيرات القضية وقلت للحزب يعفيني من المصاريف اللي بقات لاصقة فيا كرئيس حكومة”، مضيفا “قلت نقلب على خدمة كيفاش ندير؟!..سمعت ابني يتكلم عن أفراد من العائلة عندهم شركة قلت لابني يلا بغاو نسيرها ليهوم، لكن العرض اللي قدموه لم يناسبني”.

 وتابع رئيس الحكومة الأسبق قائلا، أنه رفض التوقيع لتسوية معاشه الوزاري الذي يبلغ 39 ألف درهم شهريا، رغم ضائقته، “ووزارة المالية أرادوا تسوية وضعيتي وطلبوا مني التوقيع على طلب المعاش، لكنني رفضت لأنني لا أريد أن اطلب من أحد”، وأن حال امره وصل إلى الملك، وهو الذي تكفل به، وأمر بمعاش استثنائي له، قائلا: “الملك أرسل لي مستشاره فؤاد عالي الهمة، والذي أبلغني أن الملك أمر بتمتيعي بمعاش استثنائي”.

وردا على منتقديه بشأن استفادته من معاش استثنائي، شدد بنكيران ثائرا، انه لم يكن يملك شيئا طيلة حياته تقريبا، مجددا التذكير بأن المنزل الذي يعيش فيه هو ملك لزوجته، مذكرا أنه لا يملك “لا فيلا ولا شقة ولا منزل لا هم يحزنون، والوالدة بعد وفاتها تركت شيئا بسيطا في فاس، ولا أعرف من سيتصرف فيه في إطار الورثة”.

لكن يبقى سؤال إبقاء “معاش الوزراء” من عدمه، سؤالا ثانويا في ظل إعتراف رئيس حكومة اسبق بضائقة مالية إضطرته للبحث عن عمل، والذي يجر إعترافه إلى طرح سؤال آخر أكبر منه، ماذا يمكن ان يقول 2.8 مليون منهم 2.4 مليون في الريف و400 ألف في المدن، فيهم 480 ألف شخص يعيشون في “فقر حاد بجميع أنواعه” المالي ومتعدد الأبعاد ويشكلون 1.4 بالمئة من سكان المملكة المغربية، أي ما يعادل 4 ملايين نسمة، مليون و272 ألف عاطل، و544 ألفا مستفيد من نظام معاشات صندوق الضمان الإجتماعي؟

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد