بعد 90 عاماً اليمين المتطرف يعود بقوة داخل ألمانيا

حرك فوز انتخاب توماس كمريش عضو الحزب الديمقراطي الحر الأربعاء بعد أن حصل على أصوات كافية من الديمقراطيين الأحرار والحزب المسيحي الديمقراطي وكذلك حزب البديل لتولي منصب رئيس حكومة ولاية تورينغن، المدينة التي حقق فيها هتلر أكبر نجاح انتخابي عام 1930، رغم تقديم إستقالته بعد 24 ساعة، مخاوف داخل ألمانيا من تنامي القوة السياسية لليمين المتطرف.

وأثارت مفاجأة انتخاب كمريش، الذي تمكن حزبه بالكاد من دخول برلمان ولاية تورينغن عقب حصوله على 5 في المائة من أصوات الناخبين، نقاشا على مستوى ألمانيا حول كيفية تعامل الأحزاب الألمانية مع اليمين المتطرف.
وقدم رئيس حكومة ولاية تورينغن شرقي ألمانيا توماس كيميريتش استقالته أمس الخميس بعد 24 ساعة من انتخابه، وذلك تحت ضغط ردود الفعل الغاضبة على مستوى البلاد برمتها بسبب انتخابه، وهو من الحزب الليبرالي الديمقراطي وفاز بفضل أصوات حزب البديل من أجل ألمانيا، وهو أيضا من أقصى اليمين ومعروف بمعاداته للإسلام والمهاجرين.

وشكل فوز كيميريتش مفاجأة من العيار الثقيل في الأوساط السياسية الألمانية، وخلف سيلا من الانتقادات والغضب والاحتجاجات، إذ هي المرة الأولى في تاريخ ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية التي ينتخب فيها رئيس حكومة محلية بفضل أصوات اليمين.

ووصفت المستشارة الألمانية ما حدث بأنه “لا يُغتفر”، وانتقدت بشدة سياسيي تورينغن المنتمين لحزبها. فقد صوتوا أيضاً لصالح كِمريش، ليثيروا الاتهامات بأنه -ولو محلياً- كان حزب «الاتحاد الديمقراطي المسيحي» على استعداد لكسر تعهّد طويل بعدم التحالف مع أحزاب اليمين المتطرف.
وتشير إحصائيات قدمها وزير الداخلية الألمانية هورست زيهوفر، عقب جريمة اغتيال السياسي المحلي فالتر لوبكه، الذي شغل منصب رئيس المجلس المحلي لمدينة كاسل الألمانية، برصاصة متطرف يميني في مطلع يونيو 2019، بدوافع سياسية، والذي كان معروفاً بتأييده لسياسة استقبال اللاجئين، أن “العام 2018 أظهر مجدداً أن التهديدات التي يواجهها مجتمعنا المنفتح أصبحت أكثر تنوعاً وتعقيداً”.
وكشف هورست مستندا إلى تقرير صادر عن هيئة حماية الدستور، عن ارتفاع عدد المتطرفين اليمينيين، مقارنة بعام 2017، مشددا أن عددهم بلغ ذروة جديدة، حيث وصل عام 2018 إلى 24100 شخصاً، بزيادة 100 شخص عن عام 2017، وبحسب الوزير فإن نصف المتطرفين اليمينيين “لديهم استعداد للقيام بأعمال عنف”، مشيراً إلى أن “الأرقام تبعث على القلق” وتشكل “تهديداً خطيراً”.
قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد