بعد 3 عقود (غشت 1985) من زيارة البابا يوحنا بولس الثاني المغرب بدعوة من الملك الراحل الحسن الثاني، ينتظر ان يصل اليوم البابا فرانسيس بعد الظهر إلى مطار الرباط – سلا، وسيكون في استقباله العاهل المغربي الملك محمد السادس، ليترافقا معا وصولًا لصالة الشرف في المطار، حيث يقدم له ملك المغرب الحليب والتمر، وفق التقاليد المغربية الضاربة في عمق جدور الإنفتاح والتعايش ما بين الأديان.
وسيلقي كل من العاهل المغربي وبابا الكنيسة الكاثوليكية خطابا أمام نحو 25 ألف شخص ضمنهم مسبحيون ومسلمون، في زيارة تحت شعار “حوار الأديان”، بالمعلمة التاريخية بالرباط “صومعة حسان”، قبل ان يقود برنامح زيارة البابا فرانسيس للمغرب، إلى زيارة معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات، ثم زيارة جمعية مدافعة عن حقوق المهاجرين، بأبْرَشية الرباط، للوقوف على العمل الذي يقوم به المغرب في مجال مساعدة وحفظ حقوق المهاجرين، كما ستشمل زيارته زيارة خاصة للخدمة الاجتماعية القروية بمدينة تمارة، قبل أن يلتقي بمجموعة من رجال الدين المسيحيين والمسلمين بكاتدرائية القدّيس بطرس بالرباط.
زيارة البابا لاقت ترحيبا كبيرا بين المغاربة من مختلف الديانات، حيث عبر كل من القس “كريستوبال لوبيز روميرو”، رئيس أساقفة الرباط، والقس “سانتياغو أغريلو مارتينيز”، رئيس أساقفة طنجة، على أن “هذه الزيارة الأولى للمغرب من طرف البابا فرنسيس هدفها تطوير الحوار بين الأديان، وتعزيز التفاهم المتبادل بين المسلمين والمسيحيين وترسيخ قيم السلام والتسامح”. ولفتا إلى أن هذه الزيارة تعد محطة تاريخية ستسمح بمواصلة وتثبيت علاقات الترحاب والتفاهم بين المملكة المغربية والكنيسة الكاثوليكية والتي استمرت لقرون.
وقال ممثل الكنسية الكاثوليكية بالرباط، ضمن التصريح ذاته، إن “الزيارة ستولي أهمية التضامن مع المهاجرين داخل المغرب، هو البلد الذي اختار فتح أبوابه للمهاجرين”، كما تعتبر هذه المناسبة تأكيد من البابا فرنسيس ودعمه للاتفاق العالمي حول الهجرة الذي انعقد بمراكش برعاية الأمم المتحدة في دجنبر 2018. لحث المجتمع الدولي مجددا للتفاعل بمسؤولية وتضامن ومحبة مع المهاجرين.
يذكر ان زيارة البابا فرنسيس، تأتي في أعقاب زيارة هذا الأخير إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث وقع وثيقة “الأخوة” التاريخية مع شيخ الأزهر الإمام الأكبر أحمد الطيب في مشهد مهيب.