نزل إعلان أستاذ مادة الفلسفة بأحد مدارس مدينه أكادير، عن خبر إلتحاقه بتنظيم داعش الإرهابي بالأراضي السورية كالصاعقة، وطرح معه سؤال الفلسفة والتطرف الديني؟.
المصدر ميديا حملت السؤال إلى باحثين ومتخصصين في المجال، في بحث عن دوافع الإلتحاق التي لم يمنع تخصص الأستاذ في منع التشبع بمعتقداتها، والدفاع عن أفكارها المتطرفة.
عصيد: ” كل شخص مهما كان تخصصه ومهما كان مساره الدراسي…معرض لأن يستقطب من تيارات التطرف والإرهاب”
قال أحمد عصيد مفكر وباحث أمازيغي، معلقا على واقعة التحاق استاذ الفلسفة بداعش، أن “كل شخص مهما كان تخصصه ومهما كان مصاره الدراسي ومهما كانت مهنته معرض في يوم ما في حالة ما لم تكن له حصانه في شخصيته وتكوينه معرض لأن يستقطب من تيارات التطرف والإرهاب”.
واضاف عصيد أنه “ليس بالضرووة ان يكون أستاذ يتحلى بالفكر النقدي ولديه تكوين في الفلسفة تحديدا في منأى عن التشيع بالفكر المتطرف، خصوصا وان الكثير من اساتذة الفلسفة في بلادنا مخترقين من طرف التيار المحافظ، وأن منهم من هو أقرب إلى اساتذة التربية الإسلامية منه إلى إساتذة الفلسفة، بل إن بعضهم محافظون أكثر من الحركة الإسلامية نفسها”.
وأوضح المفكر والباحث الأمازيغي، أن “أستاذ الفلسفة لم يعد كما كان من قبل، فاستعمال الدين بمنظور متشدد داخل النظام التربوي، أدت إلى إنتاج جيل بكامله من مختلف التخصصات مصاب بلوثت التطرف والتشدد الديني، وهو مما تسبب في مضاعفة مشاكل نظامنا التربوي والتعليمي…”.
الصافي: “كلنا مهددون بأن نصبح متطرفين…”
وعلق إبراهيم الصافي باحث في العلوم السياسية وشؤون الإرهاب ومؤلف كتاب “الذكاء الجهادي وتفكيك آليات هندسة الإرهاب”، واقعة الالتحاق (استاذ للفلسفة) ببقايا التنظيمات الارهابية، معتبرا أن الأمر لا يدعو للغرابة، فاليوم نحن أمام نوع جديد من أنواع التطرف ألا وهو “التطرف السريع” الذي تتداخل فيه مجموعة من المسوغات الاجتماعية، التي تدفع بالأفراد الحماسيين إلى اللجوء إلى التفسيرات الدينية المغالية في الدين دون أن يدركوا أنهم وصلوا مرحلة التطرف. وما يفصل بين هذه المرحلة والبقاء في حالة الاعتدال مجرد شعرة، فكلنا مهددون في أي لحظة بأن نصبح متطرفين، لكن الأخطر أن ننتقل إلى مرحلة الفعل والمشاركة المادية، وننتقل إلى مرحلة التطرف العنيف أو الإرهاب. لهذا ليس كل متطرف إرهابي، لكن كل إرهابي هو بالضرورة شخص متطرف.
إجمالا، حالة استاذ الفلسفة، تتطلب من الدولة والمجتمع، الإنتقال من مرحلة المكافحة والمقاومة لهذه الظاهرة إلى مرحلة العلاج لمرض لا يمكن إنكاره، فهو حقيقة متواجدة بيننا وتنتشر كل يوم، وهذا العلاج تتعدد فيه المقاربات وتتداخل فيه جميع مكونات المجتمع.
أبو حفص: ” إلتحاق أستاذ مادة الفلسفة بداعش…يساءل مناهج تكوين وتدريس أساتذه هذه المادة “
إعتبر محمد عبد الوهاب رفيقي، الباحث في الدراسات الإسلامية و الملقب ب”أبو حفص” إلتحاق أستاذ مادة الفلسفة بمدينة اكادير بتنظيم داعش الإرهابي، سلوكا غريبا خصوصا وانه يرتبط بأستاذ يدرس مادة من مواد العلوم الإنسانية والتي تفتح المجال امام طرح الأسئلة الكثيرة، وتسمح بتعدد زوايا النظر حول الموضوع الواحد، عكس أصحاب التخصصات في العلوم الحقة التي كشفت الدراسات أنهم أكثر الملتحقيين بالتنظيمات المتطرفة.
وأكد أبو حفص على أن إلتحاق أستاذ الفلسفة بتنظيم داعش يضع سؤالا عريضا حول كيفية تكوين وتدريس أساتذه هذه المادة، وحول إقتناع الكثير من المدرسين سواء لهذه المادة أو لغيرها من مواد بما يدرسونه، ام ان المر لا يعدو ان يكون إختيارا وسبيلا لنيل لقمة العيش.