باحثون ومتخصصون: اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء أكد صوابية الطرح المغربي وأسقط أطروحة الانفصال

أكد مجموعة من الباحثين والمتخصصين أن الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء أحدث تحولا في مسار الملف، واقترب من الحسم فيه بعد أن عمر أزيد من أربعة عقود في ردهات منظمة الأمم المتحدة.

وشدد المتدخلون في ندوة نظمها حزب التقدم والاشتراكية مساء الأربعاء الماضي عبر تقنية المناظرة المرئية حول موضوع “قضية الصحراء المغربية… ماذا يعني موقف الولايات المتحدة الأمريكية؟”، على أن القرار الأمريكي أكد بالملموس صوابية الطرح المغربي ونهجه الدبلوماسي، كما أن هذا التحول أسقط أطروحة “الانفصال” التي ظلت جبهة “البوليساريو” تروج لها وتدعو لها بمختلف الأساليب.

عبد اللطيف أوعمو: اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء أعطى مؤشرات بقبول مقترح الحكم الذاتي في الأمم المتحدة

قال المستشار البرلماني، وعضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، عبد الطيف أوعمو، أن اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء وقرارها بتأكيد هذا الاعتراف من خلال إنشاء قنصلية بمدينة الداخلة يشكل حدثا بارزا، ويؤكد على الدور التاريخي المغربي.

وأضاف أوعمو في الندوة التي أشرفت على تسييرها، فاطمة الزهراء ماء العينين، الباحثة في حقوق الإنسان والقانون الدولي، أن القرار الأمريكي ينبني على نظرة البلاد وبحثها عن مصلحة مسار السلم في العالم عموما، وبالمنطقة خصوصا، لافتا إلى أن هذا القرار الأخير أعطى مؤشرات بقبول مقترح الحكم الذاتي في أروقة الأمم المتحدة، خصوصا بالنظر لكون الولايات المتحدة الأمريكية هي من تحرر مسودات مقررات مجلس الأمن والأمم المتحدة بشأن ملف الصحراء.

وشدد نفس المتحدث أن إعلان أمريكا اليوم اعترافها بالصحراء المغربية ما هو إلا تقرير لما كان مطلوبا منذ زمن واعتراف بحق مشروع يطالب به المغرب لتجنب الاصطدام والحرب وإعطاء الأهمية والأولوية للمستقبل والأجيال المقبلة وإلى وضع بنيات أساسية لبناء مغرب كبير مغرب قادر على أن يلعب دوره التاريخي والاستراتيجي.

وتابع القيادي في حزب الكتاب: “المغرب سيظل دائما في خدمة مشروعه ورسالته التاريخية وهو السباق من أجل إحلال الأمن وهو السباق إلى وضع سياسية أمنية داخلية وخارجية تجعله يؤدي وظائفه بقناعة عن مشروعه الوطني”.

ودعا أوعمو المغاربة إلى أن يعتزوا بهذا القرار، “خصوصا أن هذا القرار سيكون له ما بعده، سواء داخل أروقة الأمم المتحدة أو على الساحة الدولية بحكم موقع الولايات المتحدة الأمريكية وكذا سياساته عبر العالم”.

نورالدين بلالي: قوة القرار الأمريكي تأتي أيضا في تأكيده على أهمية مقترح المغرب كحل عملي

أكد نورالدين بلالي القيادي السياسي والعضو المؤسس لجبهة “البوليساريو” سابقا إن القرار الأمريكي جاء مزلزلا للجبهة والجزائر والمنطقة برمتها، حيث أن صداه وصل مختلف دول العالم التي تفاعلت مع هذا القرار.

وقال بلالي في ذات الندوة أن القرار الأمريكي يكتسي قوة كبرى بالنظر لقوة الدولة الأمريكية على مختلف المستويات وأساسا اقتصاديا وعسكريا، بالإضافة إلى كونها عضوا دائما في مجلس الأمن وتشكل قطب دولي يقود العالم.

وأضاف نفس المتحدث أن قوة القرار الأمريكي تأتي أيضا في تأكيده على أهمية مقترح المغرب بشأن الحكم الذاتي والذي اعتبرته إدارة البيت الأبيض “حلا عمليا”، موضحا أن الجميع كان ينتظر ويتطلع لهذا القرار منذ زمن بعيد، لما يشكله من فرصة لوضع حد للصراع كما يتطلع إلى ذلك سكان الصحراء وسكان مخيمات تندوف، وكذا الشعبين الجزائري والموريتاني.

وشدد العضو المؤسس لجبهة “البوليساريو” سابقا على ضرورة التفاعل مع المقترح المغربي لإنهاء الصراع، لاسيما بالنظر لبرامج التنمية والتطور التي تشهدها الأقاليم الجنوبية للمملكة والتي تضع في صلبها التهيئة لعودة الأهالي بمخيمات الحمادة إلى وطنهم في جو الكرامة طبقا للتوجيهات الملكية السامية الهادفة للنهوض بالتنمية وجعل جنوب المغرب قطبا اقتصاديا ومحورا للتعاون وربط أفريقيا والغرب.

البشير الدخيل: القرار الأمريكي الأخير أدخل الملف إلى مرحلة مهمة جدا ولا يرتبط بشكل مباشر بالرئيس المنتهية ولايته

من جانبه، ذكر البشير الدخيل، رئيس معهد منتدى البدائل الدولي للدراسات الصحراوية، أن القرار الأمريكي الأخير أدخل الملف إلى مرحلة مهمة جدا، ويؤشر على تحول إيجابي في مساره، معتبرا أن الولايات المتحدة الأمريكية لا يحكم فيها الرئيس حسب النزوات وهي التي تعد دولة من أقوى دول العالم، “وهو ما يجعل قرارتها مدروسة منذ زمن طويل وليست وليدة اليوم”.

وأوضح الدخيل أن القرار الأمريكي هو قرار إدارة وقرار مدروس ولا يرتبط بشكل مباشر بالرئيس المنتهية ولايته، مضيفا أنه سيكون هناك تتبعا لما قامت به الولايات المتحدة الأمريكية، من قبل بريطانيا وإسبانيا ودول أخرى كبرى التي ستسير وفق دعم الخطة التي وضعها المغرب والتي برزت مع جلالة الملك محمد السادس الذي وضعها بمعالم وضاحة تشتغل على التخلي عن سياسة الكرسي الشاغر ودبلوماسية نشيطة جدا فضلا عن دعم المشاريع التنموية بالمنطقة.

وأشار نفس المتحدث إلى أن الدول الكبرى التي لها وزن كبير في الساحة الدولية لم تعترف بجبهة بالبوليساريو، وأن الدول الوحيدة التي تعترف بها هي دول الحزب الواحد، والتي تراجع عدد كبير منها بعد تحولها إلى دول ديمقراطية وأصبح بها تعددية حزبية.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد