انفلوانزا الخنازير مابين الاشاعة وبلاغات الوزارة

كثر الحديث عن تفشي مرض انفلوانزا الخنازير، حتى انتشر الرعب بين ساكني المملكة من شمالها الى جنوبها، وبدأت الاشاعات تأخذ أشكالا مختلفة وأبعادا مخيفة. وبين الفينة والأخرى تظهر بلاغات وزارة الصحة تلك البلاغات المقتضبة التي غالبا ماتقف عند “ويل للمصلين”..

بلاغات تتحدث عن وجود اصابة هنا أو هناك، وبعد ذلك تفتح باب الاجتهاد أمام الناس كل واحد يخمن كيف يمكنه أخذ احتياطاته حتى لايصبح عرضة لمرض كهذا.

المغرب لا تمثله المدن أو المراكز الحضرية الكبيرة، فقط. ولا يعرف كل مواطنيه القراءة والكتابة، في بلد تأخذ فيه الأمية حصة الأسد. ولذلك فالحديث عن هذا المرض والوقاية منه لايكون ببلاغات يتيمة تنزل كلما سرت اشاعة بأن هناك حالة ما في مكان ما.

رغم الخوف الشديد الذي يجتاح الجميع في هذه الفترة الا أننا لانشعر أن هناك حالة استنفار قصوى، تواكب هذا الهلع الذي يشعر به المواطنون، ووسط كل هذا يتفاجئ الجميع بالغلاء غير الطبيعي لأدوية هذا المرض. غلاء يقف عائقا في وجه محاربة هذا الداء القاتل، هذا لمن يعرف أصلا بوجوه، اما من يجهل ذلك ووجد نفسه طريح الفراش أو مرميا في احدى المستشفيات العمومية التى تفتقر لأبسط شروط السلامة فذاك أمر آخر.

“لكل داء دواء ” مقولة لاتنطبق علينا في المغرب نهائيا، كل الأمراض تؤدي الى التهلكة، إما لاستحالة علاجها ماديا، أو لغياب الوضوح والتواصل اللازمين في علاقة الحكومة بالمواطنين، أو لعدم الاهتمام بمريض يدخل المستشفى على قدميه ويخرج منها للمشرحة.

إن الحديث عن حالات لانفلونزا الخنازير لايتطلب بلاغات فقط بقدر مايتطلب حلولا واضحة وحديثا صريحا يبين بوضوح ماذا يجري، وماذا على المواطن فعله اضافة الى توفير كل الأدوية التي تساعد الناس على تجاوز هذه المحنة.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد