تحت رئاسة عبد الأحد فاسي فهري وزير إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة ,وبحضور عامل إقليم سيدي سليمان وعامل إقليم القنيطرة وعامل إقليم سيدي قاسم ورؤساء المجالس الإقليمية ورؤساء الغرف المهنية ورؤساء الجماعات الترابية وممثلو القطاعـات الحكـومية؛ وممثلي الوزارات وأعضاء المجلس الإداري للوكالة الحضرية٫ تم انعقاد الدورة الثامنة عشر لأشغال المجلس الإداري للوكالة الحضرية القنيطرة- سيدي قاسم-سيدي سليمان.
وأكد وزير إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة في افتتاح أشغال الدورة 18 للمجلس الإداري للوكالة الحضرية القنيطرة-سيدي قاسم-سيدي سليمان، المنعقدة لأول مرة بمقر عمالة إقليم سيدي سليمان، آن هذه الدورة تآتي في سياق يتسم بمواصلة تنفيذ وتنزيل الإصلاحات الهيكلية الكبرى ببلادنا، والتي اعطى انطلاقتها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وايده وخاصة ورش الجهوية المتقدمة و اللاتركيز الإداري وإصلاح منظومة الدعم والحماية الاجتماعية ومنظومة التكوين المهني، وإعادة النظر في الإطار القانوني والتنظيمي للمراكز الجهوية للاستثمار؛ والتي تعتبر، كلها ،مداخل أساسية لتحقيق تنمية جهوية قائمة على التوزيع الأمثل للأنشطة والساكنة وضامنة لاستدامة الموارد والمجالات ومعززة لآليات الحكامة الجيدة والنجاعة الترابية والتنمية الاجتماعية والاقتصادية.
وأبرز الوزير حرص الوزارة على الارتقاء بأدوار الوكالات الحضرية بما يكفل تحقيق الأهداف الكبرى للاستراتيجية الحكومية، وتنفيذ البرامج والأوراش التي من شأنها تشجيع الاستثمار وتوفير ظروف استقطابه، والرقي بجاذبية مجالات التدخل، وتأطير ومواكبة نموها، وتعزيز دور الوكالات الحضرية كشريك متميز للجماعات الترابية.
وفي هذا الإطار، ثمن الوزير و بارك الأهمية الخاصة التي توليها الوكالة الحضرية للعالم القروي الذي يعتبر مكونا أساسيا من مكونات هذه المنطقة من خلال التنسيق المستمر مع جميع الفاعلين لإيجاد الحلول الكفيلة بضمان التوازن بين الانتظارات المشروعة للساكنة في التوفر على سكن لائق من جهة، وضرورة تفادي البناء المتشتت وخلق تجمعات سكنية مفتقدة لشروط ومقومات العيش الكريم من جهة أخرى.
من جانبها، أبرزت ناهد حمتامي، مديرة الوكالة الحضرية القنيطرة-سيدي قاسم-سيدي سليمان، أن سياق انعقاد هذه الدورة يتميز بكونه يتزامن مع الذكرى العشرينية لإحداث الوكالة الحضرية كمؤسسة عمومية في خدمة المجال والفاعلين المحليين، والتي تمثل فرصة لتقييم الإنجازات وملامسة النواقص بهدف تعزيز دور الوكالة الحضرية في مواكبة تنفيذ إستراتجية وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة وباقي الإستراتيجيات والبرامج القطاعية والمشاريع الكبرى ذات الوقع الجهوي والوطني.
وفي هذا الإطار، أبرزت المديرة ضرورة العمل على إعادة تموقع الوكالة الحضرية بحكم الطابع الأفقي لقطاع التعمير من خلال اعتماد سياسة تدبيرية جديدة ترتكز إلى المواصفة القياسية العالمية للجودة إيزو 9001 حسب صيغتها الجديدة 2015 وذلك قصد إرساء سياسة مجالية متجددة بغرض تحسين إطار عيش المواطن، وتقليص تفاوتات التنمية بين المجالات وخاصة بالعالم القروي مع تحفيز الاستثمار، وتبسيط وتسهيل المساطر لتعجيل أجال البت في الملفات والطلبات في إطار من الشفافية وباعتماد رقمنه الخدمات المقدمة تنزيلا للورش الرائد للوكالة الحضرية الرقمية في أفق 2021 وكذا مواكبة المخططات المديرية للتحول الرقمي للمجالات، إلى جانب مواصلة مواكبة إنجاز المخطط الاستراتيجي للتنمية المندمجة والمستدامة لإقليم القنيطرة 2015-2020.
هذا وذكرت مديرة الوكالة الحضرية القنيطرة-سيدي قاسم-سيدي سليمان، في عرضها أن المؤسسة ستواصل مساعيها الرامية إلى تعميم التغطية بدراسات وثائق التعمير على مجموع مجال نفوذها الترابي باعتبارها آليات مرجعية لا تستقيم أية تنمية مجالية دونها، مشيرة أنه في هذا الصدد تمت المصادقة على 07 تصاميم تهيئة من بينها أول تصميم تهيئة لكل من مدينة سيدي سليمان والمهدية، فيما توجد تسعة أخرى في مرحلة اللجنة التقنية المحلية، ووثيقتين تعميريتين في طور المصادقة، و15 وثيقة تعميرية قيد الدراسة والتي ستمكن من فتح مساحة إجمالية للتعمير تفوق 8000 هكتارا بمقتضى الوثائق التي وصلت على الأقل إلى مرحلة اللجنة التقنية المحلية كما أضافت السيدة المديرة في ذات السياق أنه سيتم اعتماد جيل جديد من الدراسات يهم استدامة المجالات وتقويتها، مع العمل على الارتقاء بالجودة المعمارية والعمرانية وبالمشهد الحضري، دون إغفال مواكبة التحول الرقمي لهذه المجالات.
وبخصوص جهودها فيما يتعلق تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة بالعالم القروي، لم يفت مديرة الوكالة الحضرية التذكير بأن المؤسسة تواصل كما دأبت في إطار تشاوري تشاركي جهودها لتحسين مجالات العيش بهذا الوسط؛ حيث أشارت إلى مواصلة المؤسسة تغطيتها هذا المجال بدراسات وثائق تعمير ودراسات خاصة وبالأخص السهر على تغطية 1500 هكتار بدراسات إعادة الهيكلة، ومضاعفة جهودها من حيث توفير المواكبة القانونية والعقارية وتأطير البناء في هذا الوسط وذلك بتحديد 80 دوارا في إطار تأطير وتبسيط مساطر البناء بالوسط القروي.
وفيما يخص تحسين مناخ الأعمال وتوفير التأطير القانوني والتقني، أوضحت ناهد حمتامي أنه خلال سنة 2018 قامت الوكالة الحضرية القنيطرة-سيدي قاسم-سيدي سليمان بدراسة ما مجموعه 6649 طلب ترخيص حضي منها 5880 مشروع بالموافقة أي بنسبة 88 بالمئة ، تتوزع كالآتي:
- المشاريع الكبرى : 831 ملفا حضي منها 477 بالرأي الموافق أي بنسبة 57 بالمئة؛
- المشاريع الصغرى: 5818 ملفا حضي منها 5403 بالرأي الموافق أي بنسبة 93 بالمئة.
وعلى صعيد آخر، خلف تنويع عروض الوكالة الحضرية التي ميزت وقائع هذه الدورة صدى طيبا لدى جميع أعضاء المجلس الإداري، حيث تم عرض شريط مؤسساتي منجز حول الوكالة الحضرية القنيطرة-سيدي قاسم-سيدي سليمان، ذكر بمرور 20 سنة على تأسيسها و إحداثها؛ كما سلط الضوء على لقاءات تواصلية تشاورية تندرج في سياق مواكبة المؤسسة لفرقائها فيما يخص القطاع خصوصا المجالس الجماعية من حيث توفير التأطير القانوني والتقني، إلى جانب رصد لأهم جوانب ومحطات المؤسسة خلال عام 2018 من حيث أنشطتها.
يذكر أن أشغال هذه الدورة، تكللت بالتوقيع على مجموعة اتفاقيات، و تميزت كونها تمت في أجواء من الانضباط و المسؤولية والتفاعل مع مجموعة من القضايا ذات الصلة بقطاع إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة في سياق طبعته الإيجابية.