انطلاق رالي Panda Desert Trophy لسنة 2025

من جبال الأطلس و تحديدا بضواحي مدينة إفران، انطلقت صباح اليوم الاثنين 17 فبراير فعاليات رالي “ديزرت تروفي باندا” لسنة 2025 وذلك بمشاركة أكثر من 100 سيارة “فيات باندا” 4X 4 و 4×2، في مغامرة شيقة تمتد من شمال المغرب إلى جنوبه عبر ست مراحل متتالية يقطع خلالها المتسابقون ما يقارب 250 كلم يوميًا.
وسيواجه المشاركون تحديات في الملاحة على الطرق الوعرة، معتمدين فقط على أنظمة GPS والخرائط الرقمية وسط أجواء تجمع بين الحماس و روح التحدي و المنافسة و اكتشاف التنوع الطبيعي الذي يتميز به المغرب.

يضم الرالي متسابقين من دول مختلفة من إيطاليا، فرنسا، المملكة المتحدة، البرتغال، هولندا وإسبانيا، يتنافسون ضمن فرق مكونة من شخصين.
وخلال كل مرحلة، يتعين على المشاركين تحديد مواقع سرية حددتها اللجنة المنظمة مسبقاً والتي تصبح أكثر تعقيدًا كلما تقدموا نحو الجنوب مما يتطلب عبور مسارات صحراوية صعبة والتعامل مع تضاريس رملية وعرة وكثبان صغيرة، حيث يعتمد النجاح على المهارات الميكانيكية، العمل الجماعي، واستخدام الأدوات المناسبة مثل المجرفة وحبال السحب إلى جانب تقديم المساعدة للفرق الأخرى.

ورغم الطابع التنافسي للرالي، الذي يعتمد على اجتياز النقاط الإلزامية بأقل مسافة ممكنة، فإن التعاون بين المتسابقين يظل عنصرًا أساسيًا إذ لا يمكن لأي فريق أن يكمل هذه المغامرة دون دعم الآخرين أو تقديم العون لمن يحتاجه.

يعد رالي “ديزرت تروفي باندا” تجربة استثنائية تجمع بين التحدي الرياضي والروح التضامنية، حيث يصبح المشاركون جزءًا من عائلة “ديزرت باندا”، ويخوضون تجربة فريدة على متن سيارات صغيرة ذات تعليق بسيط وسرعة لا تتجاوز 80 كلم/الساعة، مع ضرورة التعامل مع أي عطل ميكانيكي بأنفسهم أو بمساعدة الفرق الأخرى، نظرًا لغياب الدعم التقني خلال مراحل السباق.

تنطلق المغامرة بمرحلة جبلية تأخذ المتسابقين إلى مدينة إفران، المعروفة بـ”سويسرا الصغيرة”، حيث تحتضن غابات أرز شامخة تغطيها الثلوج ومن هناك، يعبر المتسابقون مسارات جبلية وعرة عبر الأطلس المتوسط، وصولًا إلى سيرك جعفر، مرورًا بمدينة ميدلت، ثم يتجهون نحو وادي زيز، حيث تمتد واحات النخيل لأكثر من 100 كلم مؤدية إلى صحراء تافيلالت.

في هذه المرحلة، يواجه المتسابقون تحديات صعبة وسط الكثبان الرملية الذهبية لـ”عرق الشبي”، وهي صحراء مترامية الأطراف تمتد لأكثر من 30 كلم، حيث يتعين عليهم اجتياز اختبارات ملاحة معقدة تعتمد على تقنيات “الجيوكاشينغ” (تحديد المواقع المخفية)، وسط تضاريس تشمل الوديان والصخور البركانية الوعرة ما يشكل اختبارًا حقيقيًا لقدرتهم على التحمل والتكيف.

ومع اقتراب نهاية السباق، يخوض المتسابقون أطول مراحله والتي تمتد لأكثر من 400 كلم عبر المسارات الصحراوية وصولًا إلى المخيم “البِيفواك”، حيث يعيشون تجربة أمازيغية أصيلة وسط الخيام قبل أن يكملوا رحلتهم نحو شاطئ السعيدية.

في المرحلة الأخيرة، يصل المتسابقون إلى منطقة رأس الماء، حيث يواجهون آخر تحدياتهم وهي القيادة على رمال الشاطئ البيضاء لمسافة 5 كلم، متجنبين أمواج البحر الأبيض المتوسط حتى الوصول إلى مصب وادي ملوية.

يستقطب رالي “ديزرت تروفي باندا” مشاركين من مختلف الطبقات من رجال أعمال وطلاب إلى أصدقاء قرروا خوض هذه المغامرة معًا، متحدين أنفسهم لتحقيق حلم مشترك ولكل واحد منهم دافعه الخاص وقصته الفريدة لكن جميعهم يشتركون في روح المغامرة والإصرار على تجاوز هذا التحدي الاستثنائي.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد