انجبوا الأولاد من أجل الدنمارك

نعم يا سادة ، إنه إشهار دأبت على بثه القنوات الدانماركية لتحريض المواطنين على انجاب المزيد من الاطفال !

الدانمارك ذلك البلد الاسكندنافي البارد والذي يقع في شمال أوروبا يتربع على عرش العالم في العديد من المجالات، نظام سياسي جد متطور، رعاية صحية كاملة، اقتصاد مزدهر، تعليم عمومي بجودة عالية، فهمت الحكومة والمسؤولين هناك منذ زمن طويل أن مفتاح المستقبل يمر حتما وإلزاما عبر خلق نشأ جديد قادر على حمل الراية في المستقبل، ولذلك قامت الدولة الدانماركية بخطوات استراتيجية الهدف منها الزيادة في الولادات وتخصيص جهد كبير لتنمية الأطفال على أسس سليمة، عقليا وجسديا وعلميا وثقافيا ليضمنوا استمرار العيش في رفاه للاجيال القادمة .

إنها الطفولة ودورها في المجتمعات التي حددت لنفسها مسار النجاح والنمو والازدهار، في المقابل في بلادننا هذه الايام وكأننا بدأنا نتفق كشعب على عدم أهمية الطفل في حياتنا، فلم تعد سياساتنا تأخذ في الحسبان حاضر ومصير ومستقبل الأبناء، وتجاوزنا خطوط حمراء كثيرة وارتفعت نسبة العنف ضد الاطفال، وكل يوم تطالعنا الصحف بجرائم اغتصاب وقتل وتنكيل بجثث أطفال، والمدافعين المفترضين عن الطفولة الذين هم نحن بصفة عامة و بصفة خاصة الجمعيات المسماة بمختلف التسميات المقرونة بكلمة الطفل والطفولة، نعيش في وهم الشعارات والندوات واللقاءات الجوفاء التي لا تغير من واقع الطفل المغربي المسكين شيء.

العوز والحرمان والضياع يخيمان على سماء نسبة كبيرة منهم وتدفع بهم نحو مستقبل مظلم لهم وحتما سندفع الثمن عندما نحولهم لعاهات إجتماعية ومعتوهين ومجرمين يتسكعون في كل شارع وينتقمون بشتى الطرق من هذا المجتمع الذي لم ينصفهم. تنام المنظمات والجمعيات ويظل الطفل التائه بين الشوارع عرضة لذئاب بشرية دفعتها عقدها النفسية الى النيل من جسده الصغير.

“الطفولة” هذه الكلمة التي تبعث على الامل, تبعث على الحياة, تشعرك ان هناك مستقبل لهذا البلد، أصبحت اليوم كلمة تدفعنا للبكاء والحسرة على من هم في عمر الزهور وتطلق عليهم هذه الصفة.

تعيش الطفولة المغربية حدادا حقيقيا خصوصا في السنوات الأخيرة.

الحديث عن هذه الفئة يظل مناسباتيا، حديث تضمه الفنادق المصنفة، والقاعات المكيفة، ويبقى سجين تلك الأماكن لاتبرح القرارات الهشة مكانها. لتظل الاسئلة المؤرقة تنتظر اجوبة شافية لا تأتي.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد