بمناسبة شهر رمضان الكريم يعرف قطاع التمور بإقليم طاطا انتعاشة كبيرة، حيث يسجل إقبالا متزايدا على هذه المادة، باعتبارها من العناصر الرئيسية التي تتصدر المائدة الرمضانية نظرا لقيمته الغذائية، ولارتباطه بقيم وعادات وتقاليد اجتماعية متوارثة.
ويمتاز إقليم طاطا بانتشار واحات النخيل، والتي تثمر أنواعا مختلفة من التمور تجعل من الإقليم من أهم مدن المملكة التي تشتهر بإنتاج التمور الجيدة، والتي يتم تسويق كميات هامة من هذا الإنتاج على الصعيدين المحلي والوطني.
وتشهد الأسواق المحلية رواجا كبيرا وانتعاشا في المبيعات مع وفرة المنتجات من التمور بجميع أنواعها، فعلى سبيل المثال يوجد نوع يسمى “المجهول”، يحصد بعناية تامة تمرة بتمرة، ويتميز بحجمه الكبير وغلاء سعره، في حين تحصد الأنواع الأخرى بقطع فروع النخيل ويتم تجميعها بعد سقوطها.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أبرز محمد الفوغي، بائع تمور بمدينة طاطا، أن التمر بجميع أنواعه متوفر بالسوق ويكثر الإقبال على أنواع معينة، موضحا أن الأسعار تختلف باختلاف الأنواع وجودتها حيث يعد شهر رمضان هو الموسم الحقيقي لهم.
وأكد أن تجارة التمور تعد ثروة طبيعية لفلاحي هذه المنطقة الذين يزرعون فيها النخيل بوسائل حرفية، لافتا إلى أن النخيل يعتبرونه شجرا مباركا يدر عليهم دخلا ويمكنهم اقتصاديا.
ومن أجل مواكبة هاته الانتعاشة وتثمين هذا المنتوج، تم تأسيس تعاونية فلاحية، اطلق عليها اسم تعاونية “كرين إكران” الفلاحية وهي المكلفة بتسيير وحدة “تكزميرت” لتثمين التمور بإقليم طاطا.
وتهدف هذه التعاونية إلى تثمين وتسويق حوالي 400 طن من التمر سنويا، وتحقيق رقم معاملات يناهز 16 مليون درهم وخلق مناصب شغل قارة وحوالي 2700 يوم عمل موسمي.
ولقد حددت التعاونية جملة من الأهداف تم تسطيرها في نظامها الأساسي ستكون محور اشتغالها من بينها ثتمين التمور ومشتقاته ،الرفع من جودة التمور من أجل تسويقها بأثمنة مناسبة وكذا تمكين الفلاحين من تخزين التمور للحفاظ على جودتها.
وفي هذا الصدد، قال رئيس تعاونية “كرين إكران”، مبارك كفا، إن التعاونية تساهم في النهوض بالقطاع الفلاحي بالإقليم ومواكبة التطور التكنولوجي للوصول إلى منتج صحي وسليم وبأفضل المواصفات الغدائية، مع تأهيل وتشغيل أكبر عدد من الايادي العاملة والسعي لتطوير وتدريب الموارد البشرية.
وأضاف أنه خصص لبناء هذه الوحدة، التي تهدف إلى تحسين جودة التمور وتسهيل وصولها إلى الأسواق الوطنية والدولية وتكوين وخلق فرص شغل للمنتجين الصغار خاصة النساء، غلافا ماليا يقدر بـ 15 مليون درهم، ممول في إطار شراكة بين وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات وبرنامج تحدي الألفية.
وأشار إلى أنه تم تجهيز هذه الوحدة بالمعدات التقنية ومعدات التبريد وسلسلة المعالجة ،الغسل بالتجفيف، الفرز، التغليف،التخزين، معدات المختبر ومعدات الشحن ،كما تم تزويد الوحدة بمولد كهربائي وألواح ونظام الطاقة الشمسية.
تجدر الإشارة الى أن واحة طاطا تعتبر من أكبر وأهم الواحات بالجنوب الشرقي بالمغرب ،ويعد انتاج التمور النشاط الاقتصادي الأبرز لساكنة الإقليم .
وتشكل تجارة التمور بصفة عامة، وخلال شهر رمضان خاصة، رافعة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية لواحات طاطا، وتمكن كذلك من تحسين مستوى معيشة الساكنة المحلية، مؤكدة دور نخيل التمر في الحفاظ على الواحات وتنميتها.
ويعتبر نخيل التمر من الزراعات التي عمرت بالمغرب لقرون من الزمن، إذ يعد سابع منتج للتمور في العالم، من خلال توفره على حوالي 453 نوعا، وتراهن المملكة على إنتاج 300 ألف طن من التمور مع حلول سنة 2030، ما سيمكنها من تصدير 70 ألف طن في أفق السنة ذاتها.