الوصلات الإشهارية للأعمال التلفزية الرمضانية لعام 2019: تساؤلات وترقب وأمل

عند اقتراب حلول شهر رمضان المبارك من كل سنة، لا يتوقف ترقب المغاربة لأسعار المواد الغذائية التي تعرف رواجا كبيرا خلال أيام هذا الشهر الفضيل فقط، بل يصل أيضا إلى ما ستبثه القنوات العمومية من برامج متنوعة، ويحذوهم أمل عدم الوقوع مرة أخرى على غرار السنوات السابقة في الرداءة والابتذال اللذين يطبعان عدد من الأعمال الرمضانية التي تدخل بيوت الأسر المغربية وتطل عليهم خلال وقت الذروة.

ففي الوقت الذي يتم فيه الإعلان عن أول أيام رمضان في المملكة المغربية، تنتظر الأسر المغربية أول موعد إفطار لمعاينة واكتشاف الأعمال التلفزية الرمضانية الجديدة لعلها تجد تحسنا ملحوظا على مستوى الإضحاك خاصة في الأعمال الكوميدية، واحترام ذكاء المشاهدين بدل الاستهزاء بهم بأعمال دون المستوى المطلوب.

تكرار نفس السيناريو .. و”حديدان” الأمل الوحيد

فئة كبيرة من المغاربة عبرت عن استنكارها وغضبها في السنوات الأخيرة من رداءه محتوى جميع الأعمال التلفزية الرمضانية المعروضة على القنوات العمومية من مسلسلات و”سيتكومات” و”الكبسولات” إضافة إلى حلقات الكاميرا الخفية التي تعتبرها “ضحكا على الذقون واستحمارا للمشاهد المغربي”، حيث ينطبق عليها المثل المغربي القائل “كور وعطي للعور”، وسط غياب كلي لمنهجية وأرضية اشتغال واضحة هدفها احترام ذوق وذكاء المشاهد المغربي الذي توجه له هذه الأعمال.

ومن خلال الوصلات الإشهارية للأعمال التلفزية التي ستعرضها القنوات العمومية خلال شهر رمضان 2019، تبين لدى المشاهد المغربي مرة أخرى طبيعة هذه الأعمال التي اعتبرها تكرار لتجارب السنوات الفارطة، وحضور نفس الوجوه سبق للجمهور أن أبدى رأيه السلبي تجاهها، وسط تساؤلات كثيرة حول مدى إمكانية حصول تغيير في المحتوى الرمضاني المقدم للجمهور هذه السنة.

ورغم ذلك، يعقد المشاهد المغربي الأمل في مسلسل “حديدان عند الفراعنة” والذي يعتبره نقطة الضوء الوحيدة التي ستكون خلال رمضان هذه السنة الذي يطغى عليه تكريس الصورة النمطية والرديئة التي طبعت الأعمال الرمضانية خلال السنوات الأخيرة، خاصة وأن أعمالا سبق وأن نالت انقادات واسعة عادت للظهور في جزء ثان لها.

عودة هاشتاغ مقاطعة التلفزيون إلى الواجهة

#مقاطعة_ التلفزيون في رمضان، هاشتاغ أطلقه نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي أياما قبل حلول شهر رمضان المبارك، دعوا من خلاله الجمهور المغربي إلى مقاطعة برامج القناتين الأولى والثانية خلال وقت الذروة، احتجاجا على ما اعتبروه استمرار الرداءة والاستخفاف بذكاء الجمهور.

رواد مواقع التواصل الاجتماعي عبروا من خلال الوصلات الإشهارية لعدد برامج رمضان عن امتعاضهم من عودة نفس المحتوى السابق الذي يخلو من الجودة المطلوبة والمبحوث عنها منذ سنوات، واستمرار ظهور نفس الوجوه الفنية وغياب أخرى تستحق الظهور.

ويفضل الجمهور المغربي مشاهدة الأعمال المصرية التي يعتبرها أفضل بكثير والتي يجد فيها ضالته عن المنتوج المغربي الذي لا يرقى إلى مستوى الإبداع ويسقط في أغلب الأحيان في مستنقع “الحموضة” وهو المصطلح الشائع عند جل المغاربة في تعبيرهم عن محتوى ما يقدم لهم من أعمال لا تعكس ثقافتهم ولا تستجيب لتطلعاتهم.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد