“الهيدورة”.. عادة مغربية قديمة طالها النسيان

عادات مغربية مرتبطة بعيد الأضحى باتت في طريقها للأفول، بعدما كانت لا تغيب عن البيوت المغربية، حيث تخلت عدد من الأسر في السنوات الأخيرة على الكثير من التقاليد المرتبطة بهذه المناسبة العظيمة.

جلد الخروف أو “الهيدورة” التي كانت تعد في يوم من الأيام من بين الأشياء الثمينة التي تحتفظ بها الأمهات والجدات لما لها من دلالات عميقة في الهوية الثقافية والتراثية للمغاربة، ويحرص عليها الشخص حتى لا تتعرض إلى أي تمزيق وتقطيع أثناء عملية سلخ الأضحية من أجل الحفاظ عليها لاستعمالات عديدة، كافتراشها في المنزل، أو صنع “التعريجة أو الطبل”، في حين يتم استعمال “الصوفة” لصنع الخيط أو الأفرشة أو الملابس وماشبه ذلك.

أصبح المتجول اليوم في الأزقة وشوارع المدن خلال أيام عيد الأضحى المبارك بعد عملية ذبح الأضاحي، يلاحظ عددا كبيرا من جلود الكباش أو ما تسمى عند عامة الناس ب “الهيدورة” أو “البطانة”، قد تم التخلص منها في القمامات أو تم وضعها على بعض أسوار جنبات الحي وذلك لأن جيل اليوم من المغربيات لم يعدن قادرين على الاحتفاظ بهذا الجزء المهم من الأضحية وتخلين عنه نهائيا لأسباب متعددة.

تطور الأفرشة هدد مكان “الهيدورة” في البيوت المغربية

التطور الكبير الذي عرفته الأفرشة في السنوات الأخيرة والتي اكتسحت أسواق المغرب، أصبح يلبي طلب العائلة المغربية في كل ما تحتاجه من أغطية وأفرشة البيت كما أنها أصبحت توفر كل ما هو صحي لكل الأفراد، جعل الأغلبية يتخلى عن “الهيدورة” كتحفة تقليدية اندثرت من البيوت وفي طريقها للانقراض.

تجارة مربحة

تخلي العديد من الأسر المغربية في السنوات الأخيرة عن جلود الأضاحي، دفع عددا من الأشخاص إلى أن تكون مصدر رزق لهم حيث تخصصوا في هذا النوع من النشاط الموسمي ليدر عليهم ربحا، حيث يقوم الشخص بشرائها مقابل درهمين أو أقل ويقوم ببيعها بثمن يتراوح بين 5 دراهم إلى 10 دراهم، ويكون المدخول كثيرا كلما كان جلد “الهيدورة” نظيفا وسليما.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد