قال الكاتب الصحافي طالع سعود الأطلسي، إن النظام العسكري الجزائري، مصاب منذ ستين سنة، بعقدة النقص وبالشعور المزمن بالدونية تجاه المغرب.
وكتب طالع سعود الأطلسي، في مقال بعنوان: “النظام العسكري الجزائري… الأول… في التفاهة”، نشره الموقع الإلكتروني (مشاهد 24)، أنه “في كل يوم يجتهد الإعلام الجزائري، ومن ورائه موجهه السياسي، في أن يكون “الأول” في أمر ما… يهمه أساسا، في أن يكون أفضل من… المغرب… فقط أن يكون “أحسن” من المغرب في أي أمر… ويجتهد في أن يكون “أعلى” من المغرب في أي ترتيب دولي… لأي فعالية أو ممارسة إنسانية واجتماعية”.
وأضاف أن هذا الاعلام يذهب به، “انشغاله” ذلك، “الى تصنيف الجزائر في المراتب الأولى… طبعا بعيدا عن المغرب… حتى لو تعلق الأمر بحرارة الطقس”، موضحا أنه في الأحد الماضي، حفل الإعلام الجزائري “بما يشبه الإنتشاء، بكون الجزائر تصنفها مراكز الرصد العالمية ضمن المناطق الأكثر حرا في العالم…مبروك… ولو أن تلك المرتبة تنتجها الطبيعة… وليست انجازا يعتز به، ولا دخل للسيد تبون ولا لحكومته فيها… وليست موضوع منافسة… حتى يرشح الاعلام الجزائري من التعامل معها بما يشبه التباهي”.
وأبرز أن المغرب الذي لم يبخل، “بكل ما يستطيع، على جبهة التحرير الوطني الجزائرية، لكي يثمر كفاحها ضد الإستعمار الفرنسي باستقلال الجزائر وإقامة دولتها، الوطنية، لأول مرة في تاريخها، سنة 1962.. ذلك المغرب ليس هو من “سيتبارى” مع إدعاءات دولة الجزائر، وإعلامها على من هو الأول… في هذا أو في ذاك… خاصة وأن الإعلام الجزائري يغلف “تنافسيته”مع المغرب، بإعلان الجزائر الأولى عربيا وإفريقيا… تقريبا في كل شيء… حتى “يبعد” الأنظار عن حفيظته اتجاه المغرب”.
وأكد طالع السعود الاطلسي أن “ممكنات المغرب، مميزاته وفرادته… مسجلة ومحفظة في التاريخ… ومعقمة ضد كل انتحال لها أو السطو عليها… ولا يضير أحد في المغرب، أن يتسلى من يريد في المحافل الإعلامية، بإدعاء تملكها أو التفوق بها أو تبني حقوق تأليفها… لن تجد، مثلا، عاقلا، ليجادل في جودة الطبخ المغربي وفي عراقته، ولا في المنشأ المغربي للكسكس، ولا في أصالة الفروسية المغربية، ولا في إبداع القفطان والجلابة المغربيين… تلك، وغيرها، من مظاهر عراقة المغرب، دولة ومجتمعا… وموثقة في سجلات التاريخ…”.
ومن جانب آخر أبرز الكاتب أن “البرودة، ملحوظة في خطاب السياسة الخارجية الجزائرية، هذه الأيام … التوسع النوعي والكمي للإنحياز الدولي للموقف المغربي، الوطني والوحدوي… التوسع المفحم بمبادراته وبمقترحه السلمي… والذي بات “ثقافة” سياسية ومرجعية، دولية، لمواجهة المنازعة الجزائرية حول الصحراء المغربية… نعم هي انتصارات ديبلوماسية مغربية، وقد بدأت آثارها تتبدى في الخطاب الجزائري، النظامي، في شكل تجاهل “موضوع الصحراء” وتناسيه، من “قائمة” مكتسبات، مفاخر وبطولات الرئيس ونظامه”.
وقال إن “خيبات الدبلوماسية الجزائرية في مكابراتها ضد المغرب، هي تعبير عن اختلالات في النظام السياسي كله… ليست الديبلوماسية سوى امتداد أو انعكاس للتدبير السياسي للدولة”، مضيفا أن “النظام الجزائري جعل معاداة ومعاكسة المغرب، جاره، منطلق سياسته التدبيرية… مبتدأها وخبرها… بحيث أضحى “مدمنا” عليها …منشغلا بها على مصالح الشعب الجزائري …بل بها يعزل نفسه عن الشعب…إلى درجة حاجته “للم الشمل”… في محاولة لرتق ما مزقه من نسيج التضامن الوطني…”.
وخلص طالع السعود الاطلسي الى القول “ولأن النظام السياسي كله فاشل في تلك “المعاداة” دبلوماسيا، يلجأ إلى خطاب الزهو والمكابرة والتباهي… وحتى بالتصابي… يداري به الهزات الارتدادية، لفشله، على داخله وعلى أركانه (…) ولا بالمفاخرات ولا بافتعال الأسبقيات أو اختلاق الريادات… ليس بذلك سيواجه أزماته… مع شعبه وفي علاقاته الخارجية…”.