المونديال…..حلم الاستضافة

انتهى العرس الكروي الأهم عالميا بما له وماعليه، وانتصرت الفرق التي لعبت بجدارة واستحقاق واستطاعت أن تنتزع انتصاراتها بفنية عالية وقتالية تستحق الاحترام، وأظهرت بوضوح للعالم أجمع أن البقاء للأقوى والأكثر استعدادا واجتهادا.

وأنا أتابع المقابلة النهائية التي توجت فيها فرنسا، بطلة للعالم بعد عشرين سنة، وكباقي كل المقابلات الأخرى، كنت مستمتعة ليس فقط باللعب الجميل ولكن أيضا بالملاعب الضخمة البديعة، التي احتضنت هذه المقابلات. ملاعب على مستوى عال من الفخامة والإتقان، تحف بكل ماتحمله هذه الكلمة من معنى، صممت لكي تكون لوحات فنية ولكن أيضا نتيجة واضحة لأوراش بناء ضخمة، بتجهيزات كاملة ومتطورة، يشعر الناظر اليها أنه أمام دول  عظيمة تستحق ثقة العالم، وقادرة على احتضان أكبر المنافسات الدولية.

ملاعب تتحدث عن نفسها لا تحتاج لملف لكي يشهد بأحقيتها لاحتضان هذه التظاهرة أو غيرها..

انتهى المونديال وعلينا أن نستفيق من الحلم، ونعرف أننا لم نكن قادرين بأي حال من الأحوال على احتضان هذه التظاهرة العالمية. نعم لقد صدمنا في تخلي البعض من أشقائنا عنا في مسألة التصويت،وهو أمر مخزي في كل الأحوال، خصوصا أن الأمر لا علاقة له بالرياضة أو جاهزية المغرب.

ولكن علينا أيضا أن نعي جيدا أنهم خدمونا بشكل أو بآخر، لأن ملفنا كان ضعيفا جدا وغير مؤهل البتة لتجاوز أدراج وزارة الشبيبة والرياضة. ملف أخذ فيه “طرام” حصة الأسد وكأننا سنلعب المباريات داخله، يجب أن نتعلم ونستفيد من أخطائنا ومن قوة الآخر وجمالية مايصنع.

كرة القدم فن وتلعب في متاحف رياضية، والقادمون للمشاركة فيها يحتاجون لفنادق ومرافق وطرق متسعة وصالحة..

يحتاجون لأماكن يركنون فيها سياراتهم… بكلمة واحدة، يحتاجون لبنيات تحية حقيقية، على أرض الواقع وليست مجسمات كرتونية…
اذا كنا نحن أصحاب الأرض لازلنا نعاني من غياب هذا كله فكيف نستطيع أن نوفره للوافدين علينا. بعيدا عن العاطفة نقول إننا يجب أن نشتغل بجد وبمهنية وأخلاق، حتى نستطيع أن نكون في مستوى المنافسة، وكفانا من العبث والبحث عن شماعة نعلق عليها تهاوننا وضعفنا الشديد

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد