أفاد بلاغ لوزارة الداخلية، يوم أمس الجمعة، بأن الملك محمد السادس أعطى تعليماته لوزير الداخلية قصد تنظيم انتخابات الهيئات التمثيلية للجماعات اليهودية المغربية، التي لم تجر منذ سنة 1969.
وأكد البلاغ أن ” جلالة الملك، نصره الله، طالب وزير الداخلية بأن يحرص مستقبلا على ضمان احترام تجديد هذه الهيئات بشكل دوري طبقا لمقتضيات ظهير 7 ماي 1945 المتعلق بإعادة تنظيم لجان الجماعات اليهودية”.
“وتؤكد كل مبادرات جلالة الملك محمد السادس”، حسب ذات البلاغ، “باعتباره أميرا لجميع المؤمنين على اختلاف دياناتهم، اهتمامه البالغ بالديانات الإبراهيمية كلها، آخرها ضمان تمثيلية للجماعة اليهودية المغربية من خلال تنظيم انتخابات الهيئات التمثيلية”.
“ويعتني جلالته بحقوق الأقليات الدينية، عناية بالغة، وفق تعاليم الدين الإسلامي، ومبادئ حسن المعاملة، والقواعد الاتفاقية في المواثيق الدولية، التي يسهر المغرب على احترامها، احتراما يقوم على حسن النية”، يشدد البلاغ نفسه.
“إن العناية بالديانات الإبراهيمية، هي مفتاح حفظ السلم والأمن الدوليين، وترسيخ ثقافة التسامح والتعايش، وهي ثقافة يدعو إليها أمير المؤمنين في مختلف المحافل والتظاهرات”.
يذكر أن الوجود اليهودي بالمغرب يتسم بالقدم، ويرجح عدد من الدراسات أن قدومهم جاء في أعقاب خراب الهيكل الأول في عام 586 ق.م. وتوالت بعد ذلك الهجرات، وكانت أقواها ما حصل بعد ظهور علامات النفي والترحيل والطرد لليهود والمسلمين من الأندلس في 1492 والبرتغال في 1497.
ويقر اليهود قاطبة بأن المغرب استقبلهم وآواهم بمنطق متسامح، وقد قدر عدد اليهود الذين غادروا إسبانيا في 1492 بـ 200 ألف، منهم 100-120 ألف توجهوا نحو البرتغال، حيث لاقوا مصيرا مأساويا قبل أن يطردوا ويفر جزء منهم إلى البلاد الإسلامية في 1497، حيث كان يوجد أصلا 50 ألفا من اللاجئين.