يعد مقتل قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، الذي يعتبر مخلب النظام الإيراني في المنطقة، من بين أبرز القرارات التي اتخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ توليه قيادة البيت الأبيض في 2017، والذي سيحمل معه تداعيات كثيرة على المستوى الإقليمي وكذا على مستوى السياسة الأمريكية تجاه المنطقة ككل.
اغتيال سليماني في غارة جوية بمطار بغداد الدولي، سيفرض قواعد ومعطيات جديدة ستؤثر بلا شك على المسارات المحتملة للمواجهة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية خلال المرحلة القادمة، خاصة وأنها تزامنت مع تصاعد حدة الأزمات الداخلية والإقليمية التي تواجهها إيران وحلفاؤها على خلفية الحراك الشعبي الذي ما زال مستمرا في لبنان والعراق.
“المصدر ميديا”، أجرت حوارا مع الباحثة العراقية ريام عبد الستار المفرجي، دكتورة في العلوم السياسية، لتسليط الضوء أكثر على الموضوع.
هل ستسكت الصراعات السياسية الخارجية صوت ساحات الاحتجاج في العراق؟
أبدا لا أعتقد ذلك، التظاهرات بالعراق لم تخرج من أجل مصالح أو مطالب شخصية ذاتية، بل كان و مازال إلى هذه اللحظة شعارهم “نريد وطن”، فالمتظاهرين واعين بما يجري داخليا و خارجيا وقرروا عدم التراجع حتى تحقيق أخر مطلب من المطالب التي رفعوها عبر تنسيقياتهم في ساحات التظاهر بكل المحافظات العراقية.
هل سيتحول العراق بعد مقتل سليماني إلى ساحة حرب بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران؟
بكل تأكيد، فعلى امتداد التاريخ الطويل، كل الدول التي لها أطماع بالعراق تتصارع على أرضه وكأنه ملعب دولي لتلاقي الفرق المتصارعة عليه، كما شهدنا قبل أيام اغتيال قائد الحرس الثوري الإيراني ” قاسم سليماني ” بعد خروجه من مطار بغداد الدولي، وأعتقد سيرتفع سقف التصعيد بين الجانبين و كالعادة ستكون ساحة الصراع أرض العراق.
كيف ترين رد فعل بغداد تجاه استهداف سليماني على أراضيها؟
القيادة العراقية أثبتت لشعبها أنهم لا يملكون أي ولاء وطني للأرض والشعب وأن وجودهم مرهون بالوجود الأجنبي، أضف إلى ذلك أن النظام السياسي الحالي هو فاقد الشرعية من الناحية القانونية أمام الشعب نتيجة للتظاهرات المستمرة و المتزايدة منذ ما يقارب ثلاثة أشهر، بالإضافة إلى ارتكابهم جرائم ضد المتظاهرين العزل التي تسببت بقتل ما يقارب 700 شهيد عراقي من الشباب و الناشطين المدنيين.
أما بالنسبة للشعب العراقي فإن موت سليماني هو التخلص ممن يقود المليشيات المحلية و الإيرانية المنفلتة خارج القانون على أرض العراق، ما يهم الشعب اليوم هو استرداد أرضه و حقوقه المسلوبة منذ أكثر من ستة عشر عاما و التخلص من الاحتلاليين الأمريكي و الإيراني مع تنظيم العلاقات بين العراق و هاتين الدولتين بما يخدم مصالح الشعب العراقي و ليس ضدها.
هل ارتكبت أمريكا خطأ استراتيجيا كبيرا باغتيال سليماني؟
أمريكا قصدت استهداف قاسم سليماني والغاية من ذلك القضاء على مخلب النظام الإيراني في العراق لغرض تمشيط العراق من المليشيات المسلحة المنفلتة، ثم استفزاز إيران وجرهم إلى ما يحدث اليوم من أحداث متسارعة لتكون ذريعة لضرب إيران بعد استهدافهم لقواعد الأمريكية سواء بالعراق أو المنطقة.
هل تكتفي إيران بالقصف الصاروخي لقاعدتين أمريكيتين في العراق كرد على ترامب؟
إيران شنت غارات جوية بصواريخ باتريوس على قواعد أمريكية بالعراق ولكن جميع هذه الصواريخ لم تصب أي هدف بشكل دقيق، وهنا إيران أثبتت لأمريكا مدى ضعف طهران من ناحية القوة العسكرية.
ترامب يصرح أن القوات الأمريكية لن تغادر إلا بعد أن تؤدي بغداد ثمن القاعدة العسكرية، ماذا يقصد ترامب هنا؟
قامت الولايات المتحدة الأمريكية بإنشاء قاعدة عسكرية أمريكية بالعراق بتكلفة عالية وصلت إلى ترليون دولار أمريكي، فتصريح ترامب هنا استخدمه كورقة ضغط على الحكومة العراقية التي اتخذت موقف مساند للجانب الأمريكي وذلك بدفع تعويضات لأمريكا التي خسرت مبالغ مالية طائلة، وأعتقد أن ذلك لن يحدث لأن أمريكا تسعى إلى الحفاظ على قواعدها العسكرية بالعراق مثل الخليج.