المغرب يجدد التأكيد على تشبثه بالتضامن الإفريقي للقضاء على “كوفيد-19″

جدد المغرب، اليوم الأربعاء بأديس أبابا، التأكيد على تشبثه بالتضامن الإفريقي من أجل تمنيع القارة والقضاء على جائحة كوفيد-19، وذلك بمناسبة أشغال الدورة الـ 43 للجنة الممثلين الدائمين للاتحاد الإفريقي، التحضيرية للجلسات المقبلة للمجلس التنفيذي وقمة الاتحاد الإفريقي، المزمع عقدها بأديس أبابا من 02 إلى 06 فبراير 2022.

وقال السفير الممثل الدائم للمملكة لدى الاتحاد الإفريقي واللجنة الاقتصادية لإفريقيا التابعة للأمم المتحدة، محمد عروشي أمام هذه الدورة التي تتواصل أشغالها عبر تقنية الفيديو إن “التضامن الافريقي هو السبيل الوحيد لتمنيع قارتنا والمساهمة في التخفيف، ثم القضاء على جائحة كوفيد -19″، مؤكدا أن المغرب “متشبث بشدة بهذا المبدأ”.

وذكر السيد العروشي في مداخلته حول تقرير كوفيد-19 وتأثيره السوسيو اقتصادي على الاقتصادات الإفريقية، أن هذه الجائحة أظهرت أنه عندما تكون الصحة في خطر، تواجه جميع القطاعات أخطارا متزايدة، مشددا على أنه لا يوجد أمن عالمي بدون أمن صحي.

وقال الدبلوماسي المغربي إن “التقرير الذي بين أيدينا يبين أن معدلات التلقيح تظل ضعيفة، بحكم أن 10 في المائة من الساكنة الإفريقية ملقحة بالكامل، وأكثر من 11 في المائة ملقحة جزئيا، و 0,4 في المائة فقط تلقوا جرعات معززة، مسجلا أن هذه الأرقام الضعيفة سيكون لها تأثير سلبي على النشاط الاقتصادي بقارتنا”.

وشدد عروشي على أن الاقتصادات الإفريقية ” ليست في مأمن بفعل ظهور متحورات جديدة وعدم كفاية اللقاحات، وهو ما يعيق أي تقدم في المستقبل”، لافتا إلى أن كل هذه الاضطرابات ستوقف التحول الإنتاجي لإفريقيا، وبالتالي، تحقيق أجندة 2063 للاتحاد الأفريقي”.

وأبرز السفير الممثل الدائم للمملكة لدى الاتحاد الإفريقي واللجنة الاقتصادية لإفريقيا أنه “إذا كانت التدابير الصحية وتوفير الأقنعة الواقية والمعدات الصحية تبقى أولوية لجميع السكان الأفارقة، فإنه أصبح من الضروري والإلزامي الآن الحفاظ على جهودنا الفردية والجماعية من أجل تملك قدرات تصنيع اللقاحات في إفريقيا، والتمكن من تلقيح جميع سكاننا”.

وأضاف السيد عروشي أنه “آن الآوان لتوحيد جهودنا لضمان اللقاحات لقارتنا وتحقيق المناعة الجماعية، مع الأخد بعين الاعتبار الهدف العالمي بتلقيح 70 في المائة من السكان الأفارقة، ولهذه الغاية، أود أن أشيد بالعمل الكبير الذي قام به الفريق الخاص المكلف باقتناء اللقاحات بإفريقيا، مند ظهور الوباء”.

وشدد على أن متحور أوميكورون تهديد حقيقي “يجب أن نتصدى له بشكل مستعجل، وذلك بمواصلة العمل عبر التضامن الفعال، وبذل الجهود اللازمة على المستويين الوطني والقاري”.

وذكر عروشي في هذا الصدد بأن المغرب، بقيادة الملك محمد السادس، قرر استخلاص الدروس من الوباء، من خلال تعميم الولوج للحماية الاجتماعية والتغطية الصحية لفائدة جميع السكان، وبدء مشروع التصنيع المحلي للقاحات المضادة لكوفيد ولقاحات أخرى لفائدة المملكة وكذا لجميع الدول الإفريقية.

وتابع أن هذا المشروع يروم على المدى القصير بلوغ قدرة إنتاجية ب5 ملايين جرعة من اللقاح المضاد لكوفيد في الشهر ، قبل مضاعفة هذه القدرة تدريجيا على المدى المتوسط” ، مشيرا إلى أنه منذ بداية الوباء، كان المغرب من بين الدول الأوائل التي حولت صناعتها لتلبية الاحتياجات الصحية الوطنية والقارية ، من خلال تصنيع الأقنعة والمواد المعقمة وغيرها من المعدات الصحية.

وأكد أن المملكة قدمت في اطار خطواتها التضامنية عدة تبرعات بهذه المعدات إلى أكثر من عشرين دولة افريقية من مناطق القارة الخمس، طامحة بذلك إلى خلق إفريقيا متكاملة على جميع المستويات، بما في ذلك السياسية والاقتصادية، إفريقيا متماسكة ومتضامنة وموحدة.

وأضاف أنه “من أجل التحضير الآن لسياق ما بعد كوفيد ، يتعين على الاتحاد الإفريقي إرساء رؤية مشتركة والتفاعل مع شركائه لكي تتمكن قارتنا من مواجهة التحديات ، لا سيما على المستويين الاقتصادي والاجتماعي”، مضيفا أن افريقيا يجب أن تجد آليات بديلة للأداء للحصول على جرعات اللقاحات بدلا من القروض، من أجل تخفيف ديون البلدان الإفريقية ومواجهة التأثير الاقتصادي للجائحة بشكل أفضل”.

وكانت لجنة الممثلين الدائمين للاتحاد الإفريقي، قد بدأت الخميس الماضي عبر تقنية الفيديو، أشغال الدورة الـ 43 للجنة الممثلين الدائمين للاتحاد، التحضيرية للجلسات المقبلة للمجلس التنفيذي وقمة الاتحاد الإفريقي، المزمع عقدها بأديس أبابا من 02 إلى 06 فبراير 2022.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد