المغرب وموريتانيا: شراكة استراتيجية تعيد رسم ملامح المنطقة

‎تشهد العلاقات المغربية-الموريتانية تحوّلًا عميقًا يعكس الرؤية الحكيمة للمملكة المغربية وللجمهورية الاسلامية الموريتانية نظرا للمكانة الكبيرة للدولتين .
‎زيارة فخامة الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني الأخيرة للمغرب ليست مجرد زيارة “شخصية” ولقاءه مع جلالة الملك ليس لقاء بروتوكوليا بل يعتبر ذلك خطوة ذات دلالات استراتيجية تُرسّخ التعاون بين البلدين، وتؤكد أن المغرب يظل، كما كان عبر التاريخ، “الدار الكبيرة” الدولة التي تحتضن وتبني، بينما هناك من يسعى لخلق البلبلة وزعزعة الاستقرار.

‎لقد أثبت المغرب، عبر تاريخه الطويل، أنه دولة لا تغدر ولا تطعن من الخلف. مبادئه مبنية على الوضوح والوفاء بالعهود، عكس بعض الأنظمة التي لا تتورع عن استغلال أي فرصة لإثارة الفوضى وتشويه سمعة الآخرين. المغرب يمد يده دائمًا بالشراكة والنوايا الحسنة، ويُؤمن بأن التعاون بين دول الجوار هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار والتنمية المشتركة. وهذا ما دعا له دوما ولعل دعم موريتانيا للمشاريع المغربية الكبرى، مثل مشروع الأنبوب الأفريقي الأطلسي والمبادرة الملكية لتسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، دليلٌ على ثقتها في المغرب كشريك استراتيجي لا يُخلف وعده ولا يسعى وراء المصالح الضيقة.
‎في المقابل، يظهر النظام الجزائري كنموذج للتناقض والارتباك. فقبل أسابيع فقط، وبعد تقارب بين المغرب وفرنسا، سارعت الجزائر إلى استدعاء سفير فرنسا بزعم أنها اكتشفت مخططات “تخريبية” ضدها. وكأن فرنسا كانت ملاكًا طاهرًا قبل تقاربها مع المغرب، لتكتشف الجزائر فجأة “وجهها الحقيقي”! يا للعجب! هذا النظام الذي يبحث دائمًا عن شماعات خارجية لتبرير فشله الداخلي، لا يُمكن الوثوق به أو الركون إليه.
‎والشيء الأكيد أن الجزائر لن تتجرأ على استدعاء سفير موريتانيا لتوبيخه بسبب دعم بلاده للمشاريع المغربية.
‎هذا النهج العدائي والمتهالك لا يعكس سوى حالة العزلة التي يعيشها النظام الجزائري، الذي أصبح يشكل عبئًا على استقرار المنطقة، فالجزائر ليست شريكًا استراتيجيًا يُعتمد عليه، بل نظامًا عسكريًا يغرق في أزماته الداخلية ويُصدر للخارج صراعات صفرية.
‎أما المغرب، فيتمتع بمؤسسات راسخة ومشاريع تنموية كبرى تجعل منه شريكًا موثوقًا.
‎إن زيارة الرئيس الموريتاني للمغرب تُرسّخ الشراكة بين بلدين يجمعهما تاريخ وجغرافيا ومصير مشترك.
‎إنها رسالة واضحة بأن المغرب و موريتانيا يدركان معا أن المستقبل يُبنى بالتعاون ، من أجل تعزيز الاستقرار والتنمية الإقليمية، وهو الأمر الذي تسعى اليه موريتانيا أيضا بكل تأكيد.
‎ إن الشراكة بين البلدين ليست مجرد خيار، بل ضرورة تفرضها التحديات والفرص المشتركة.
‎وأخيرا سنواصل طريقنا في بناء مستقبل برؤية واضحة ومشاريع تنموية كبرى، المغرب يُثبت مرة أخرى أنه الشريك الموثوق الذي لا يغدر ، والذي يستوعب الجميع بنواياه الصادقة شأنه في ذلك شأن الكبار، بينما غيره لا يجيد سوى العبث بمصائر الشعوب

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد