المغرب وافريقيا …الروابط الروحية

للدروس الحسنية التي تلقى في شهر رمضان الأبرك، وقع خاص على فكر المتتبع لها والواقف على ماتأتي به من أفكار وآراء، واجتهادات تتفاوت أهميتها حسب هذا المحاضر أو ذاك من الجنسين معا.

قد تمر علينا  أحيانا مرور الكرام بدون اعطائها ما تستحقه من الدرس والتمحيص واستخلاص مايجب استخلاصه، وهذه من مهام القيمين عليها والمشرفين على جزئياتها وكلياتها,
تذكرت هذا وغيره وأنا أصغي بتمعن وامعان الى الدرس الحسني الثاني الذي ألقاه أمام جلالة الملك  البرفيسور السينغالي روجان امبي   أستاذ كرسي  بجامعة “انتا ديوب” بدكار ورئيس مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة-فرع السينغال، الذي تناول فيه بالدرس والتحليل موضوع “الثوابت الدينية المشتركة عامل وحدة بين المغرب والدول الافريقية”

لقد أكد المحاضر بالدليل والبرهان أن الثوابت الدينية المشتركة التي تجمع المغرب بالأقطار الإفريقية، تبين بوضوح مايشكله المغرب من أهمية في العمق الإفريقي وتتمثل عنده في أربعة، تشمل إمارة المؤمنين، والمذهب المالكي، والعقيدة الأشعرية، والتصوف. وعند تحليله للثابت الرابع الذي يتعلق بالتصوف، أشار الى الدور المهم الذي تلعبه الطريقة الفاضلية نسبة الى الشيخ محمد فاضل ابن مامين والد الشيخ ماءالعينين الكبير دفين مدينة تزنيت، والى الدور الذي تلعبه الزاوية المعينية نسبة الى الشيخ ماء العينين المشار إليه، وهنا لابد من الإشارة الى أن  دور الزاوية الفاضلية في التصوف والتربية الروحية يمتد الى أغلب الدول الإفريقية، والتأثير الذي لديها هناك لايعادله تأثيرا أية طريقة أخرى مع احترامنا لجميع الطرق.

كما أن دور الزاوية المعينية التي تعتبر من أهم روافد الزاوية الفاضلية، له نفس التأثير والتوغل الإفريقي، خاصة إذا علمنا أن مؤسسها وشيخها بنى طريقته على وحدة الطرق وعدم اختلافها. ذلك أنه يعطي لمريديه، وأتباعه كافة الأوراد، ومن جميع طرق التصوف على اختلاف مشاربها، وبهذا استطاع أن  يكون لطريقته حضورا استثنائيا يميزها عن غيرها من الطرق في الدول الإفريقية، فهي التي تعرف عند أهل التصوف بأنها طريقة وحدة وإخاء وتضامن لاطريقة تفرقة وانشقاق، وهذه الوحدة بين الدول الإفريقية هي بالضبط مايسعى الى تعميقها وتجذيرها جلالة الملك محمد السادس في حله وترحاله بين سائر الدول الإفريقية

وهنا نهمس في أذن وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية وفي آذان القيمين عليها بأن عليهم أن يحاولوا الإستفادة ولو مرة واحدة من الدور الكبير الذي تحظى به الطريقة المعينية  في الدول الإفريقية وهي التي تعتبر كما قلنا من أهم مكونات الطريقة الفاضلية.

ا وسيخدم ذلك مصلحة الوطن ليس من الناحية الدينية فقط ولكن كذلك من الناحية الوطنية وهو ماينعكس ايجابا على قضيتنا الوطنية الأولى.

هل حاولت الوزارة أن تستفيد من الإشعاع الديني والروحي الكبير الذي تتمتع به كل من هاتين الزاويتين في الدول الإفريقية

 واستغلال ذلك ليس دينيا وروحيا فحسب بل وطنيا كذلك.

وهل كان عليها أن تنتظر حتى يأتي عالم من السينغال لكي يفتح عينيها على ماهو أقرب لها من حبل الوريد.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد