المعارك بين فصائل حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم أضعفت جنوب إفريقيا

أكد المحلل السياسي الجنوب إفريقي، مويليتسي مبيكي، شقيق الرئيس السابق ثابو مبيكي، اليوم الأربعاء، أن جنوب إفريقيا تفتقر بشدة إلى القيادة، وأن المعارك بين مختلف فصائل (المؤتمر الوطني الإفريقي) أضعفت مرة أخرى الحزب التاريخي وتدبير شؤون البلاد.

وقال مبيكي في تصريحات لوسائل الإعلام “لم ينجح رئيس المؤتمر الوطني الإفريقي، رئيس الدولة سيريل رامافوزا في الحفاظ على السيطرة على الحزب، مما أدى إلى حكومة مشتتة حيث تقوض الأصوات المتناقضة الوحدة”.

وأوضح أن عدم القدرة على التحكم في زمام حزب نيلسون مانديلا سمح للوزراء بمناقضة سياسة حكومة الوحدة الوطنية بشكل علني، مؤكدا أن هناك “غيابا للسيطرة على أعلى مستوى داخل المؤتمر الوطني الإفريقي والسلطة التنفيذية”.

ووجه المحلل السياسي أصابع الاتهام، بشكل خاص، إلى وزير الموارد المعدنية، غويدي مانتاشي، الذي خالف مرارا موقف الحكومة، مجسدا بذلك الخلل المتنامي داخل الإدارة.

وأعرب عن استغرابه إزاء موقف مانتاشي الذي عبر علنا عن دعمه للاستمرار في استخدام الفحم، رغم التوجه الحكومي نحو الطاقات المتجددة، مشيرا إلى أن عجز رئيس الحزب الحاكم عن معالجة هذه التناقضات يضعف سلطته.

وقال إن “للمؤتمر الوطني الإفريقي دوائره الداخلية الخاصة. رامافوزا يشعر أنه ليس جزءا منها ولا يملك وسائل فرض احترام قرارات الحزب”.

وأوضح أن تسيير شؤون البلاد أصبح أكثر تعقيدا بسبب تشكيل حكومة وحدة وطنية بعد الانتخابات العامة التي جرت في 29 ماي الماضي. فقد وجد حزب المؤتمر الوطني الإفريقي نفسه مضطرا لتشكيل حكومة ائتلافية تضم 10 أحزاب سياسية، بعد فقدانه الأغلبية في البرلمان، لكن الخلافات بين أعضائه حول عدة مواضيع تضر بعمل السلطة التنفيذية.

وكان الرئيس الجنوب إفريقي قد أقر، في وقت سابق، بأن المؤتمر الوطني الإفريقي يواجه “أزمة وجودية”، مشددا على ضرورة تجديد هياكل الحزب من أجل البقاء.

وأكد أن المشهد السياسي الجنوب إفريقي شهد تغييرا بشكل لا رجعة فيه خلال الانتخابات الأخيرة، مما يستدعي إعادة هيكلة الحزب وقيادته، وإلا فإنه يواجه خطر الاندثار .

وأشار إلى أن “الفصائل المنشقة لن تضعف الحزب أبدا”، مقرا، في الوقت نفسه، بأن ضعف فروع المؤتمر الوطني الإفريقي كلفه غاليا في صناديق الاقتراع.

المصدر ميديا : و م ع