المسيرة الخضراء المظفرة: أغاني وطنية بنغمة انتصارية تؤرخ لاسترجاع الأراضي الصحراوية

عند حلول ذكرى المسيرة الخضراء كل سنة، يتجدد الحنين إلى لحظات خالدة عاشها المغاربة فكانت عنوانا بارزا يرسخ لقوة وإرادة الشعب المغربي في الدفاع عن أرضهم بالسلم والسلام بعيدا كل البعد عن العنف وإراقة الدماء وسقوط الأرواح.

لايمكن الحدبث عن المسيرة الخضراء كحدث عظيم، دون الوقوف عند الإبداعات الفنية الراقية للفنانين المغاربة غناء وألحانا وأداءا، والذي أضحى علامة مشرقة في تاريخ الأغنية المغربية الوطنية.

جميع المغاربة على اختلاف أعمارهم وانتماءاتهم، لن ينسوا أبدا أغنية خالدة كان لها صدى كبير محليا وعربيا وحتى دوليا، هي إحدى أروع الأغاني الوطنية للفنان المغربي فتح الله المغاري، “نداء الحسن” والتي يحفظها المغاربة قاطبة عن ظهر قلب وتبدأ بـ “صوت الحسن ينادي بلسانك يا صحرا”، استغرق زمن إعدادها 24 ساعة فقط ولازالت راسخة في أذهان الجميع ومن بين أهم الأغاني المغربية الأكثر انتشارا.

إلى جانبها، تحتل أغنية مجموعة “جيل جيلالة” الخالدة، “العيون عينيا، والساقية الحمرا ليا”، مكانة مرموقة عند المغاربة دون استثناء، يتغنون بها من أقصى شمال المغرب إلى جنوبه، واكتملت من التاسعة ليلا إلى الرابعة صباحا، وعرفت انتشارا باهرا حيث أصبحت كلماتها على لسان جميع المغاربة صغارا وكبارا نساءا ورجالا لما لها من وقع معنوي قوي.

لقد شكلت الأغنية الوطنية محطة مهمة في تاريخ الفن المغربي لما لها من قيم إنسانية ووطنية نبيلة مفعمة بالحماس والروح العالية التي تشحد الهمم وتحرك العزائم والإرادات من أجل الاصطفاف والدفاع عن وحدة الوطن وقضاياه العادلة.

وكان للفنانين والمبدعين المغاربة إسهامات في مواكبة ملاحم الكفاح الوطني، ونشر الثقافة الوطنية في مختلف الأوساط من أجل نصرة قضايا الوطن المقدسة وإرساء أسس مجتمع متضامن تواق للتقدم والازدهار.

إن جميع الأغاني الوطنية خلال المسيرة الخضراء، كانت تؤدى بطريقة جماعية يشارك فيها عدد كبير من المطربين والملحنين والعازفين الذين تركوا ثروة فنية وطنية أرخت لمرحلة مشرقة تتغنى بقيم الوطنية وتمجد وتستحضر دلالات الملاحم والمناسبات الوطنية التي ترصع تاريخ المغرب الحديث، وسجلت بأحرف من ذهب لحظة انتصار كبير حين استرجاع المملكة المغربية لأراضيها بالأقاليم الصحراوية.