كثر الحديث عن لقاح كورونا وتعددت الاراء واختلفت، وبدأ الكل ينظر بطريقته الخاصة حول مدى جدواه للقضاء على جائحة قتلت الالاف ولاتزال تحصد الأرواح في العديد من الدول، والمضحك المحزن في النقاش المفتوح حول هذا اللقاح هو الحديث عن منافعه وأضراره من طرف الكل،وكأن الجميع يعرف مكوناته، ونجد من يحكي عن عَواقبه الوخيمة على المدى البعيد، ومن يتحدث بثقة كبيرة عن نظرية المؤامرة وسعي الدولة الى محاولة حقن المواطنين بلقاح سيسبب لهم العقم او الشلل أوحتى الموت بعد سنتين او ثلاثة.
مما لاشك فيه ان غياب المعلومة يتسبب دائما في فتح باب الاشاعة والتكهنات على مصراعيه، وتبقى وسائل التواصل الاجتماعي الأرض الخصبة لنمو هذه الشائعات وتكاثرها.
منذ ولادتنا ونحن نأخذ جرعات و حقنا ترافقنا طوال طفولتنا للحماية من عدة أمراض، ولم نشكك يوما في هذا التلقيح او ذاك، اللقاح لم يشكل يوما هاجسا، بالعكس عدم تلقيح اطفالنا يجعلنا ندخل في دوامة من الأمراض، بمعنى أن الأوبئة والأمراض المستعصية لاينفع معها الا التلقيح وهو الأمر المتعارف عليه عالميا.
وصل اللقاح الى المغرب، ولا خيار أمام الجميع الا التقيد بهذا البروتوكول العلاجي، والانخراط بشكل كبير في هذه العملية، لايجب الترويج للخوف وللاوعي، لايجب ان نتحول كلنا الى اطباء وعلماء في الطب ونتحدث عن أمور لانعيها ولا نعرف خطورة الترويج بها، اذا كان اللقاح يقتل فكورونا ايضا تقتل، ولاحاجة لتصنيعه، لان الفايروس كفيل بإبادة جماعية للبشر والدليل حصيلة الموتى التي خلف الى حدود الساعة.
وبما أننا تعودنا على جلد ذواتنا فلنتصور لو سيناريو آخر هو الذي تم، بمعنى لو تأخر المغرب في جلب اللقاح او لم يأتي به أصلا كنا سنقيم الدنيا ولا نقعدها، اذن خلاصة القول اللقاح ضرورة ملحة وعلينا ان لانستغل قلة وعي الغالبية العظمى لترويج فيديوهات و أخبار زائفة ومرعبة، بل ومنا من يرتدي بدلة الطبيب ويعطي دروسا…
ارحمونا يرحمكم الله