اللاشيء!

المصدر ميديا : أسامة عبد الرحيم

السيد “هو هفنر” مَن مِن أهل الأرض لا يعرفه؟..توفي اليوم عن عمر يناهز الـ٩١ عاما.. هذا الرجل غير العالم بطريقته..فهو مؤسس البلاي بوي.

عاش حياته الطويلة وكون ثروة ومؤسسة بمئات الملايين من الدولارات من بيع سلعة رائجة جدا..و السلعة هي جسد الفتيات الحسناوات اللاتي يردن الشهرة سريعا ..ولكن دعنا من أمر “حقوق المرأة” الآن فهذا ليس موضوعنا..

دعنا نتكلم عن أحلام الذكورة العفوية غير المرتبطة بدين أو أخلاق: أن تمتلك الأموال والشهرة و أجمل بنات الأرض..كان هذا الرجل هو التجسيد العملي لهذا الحلم الذكوري الخالص.

قضاء عدة ساعات فقط في قصره (البلاي بوي مانشن) كان حلم أغنى وأشهر رجال العالم..صوره الإعلام الأمريكي أنه “ساعة في الجنة” حيث تتحقق كل “أحلامك ونزواتك”..هذه متعة من يقضي ساعة واحدة هناك..فمابالك بمتعة مالك هذا القصر نفسه؟!

الرجل تحول نفسه لفترة لرمز عالمي للـ “فحولة الذكورية” ولـ “الرجل القادر على الحصول على أجمل نساء العالم”.وفي السنوات الأخيرة كان له برنامجا تليفزيونيا من برامج تليفزيون الواقع يصوره وهو الرجل الثمانيني مع صديقاته الحسناوات الثلاث اللاتي يعشن معه في قصره معا دون مشاكل وهن في العشرينيات من عمرهن.

“روب غرفة النوم” الذي كان يلبسه الرجل حتى في لقاءاته التليفزيونية يبين نوع “البراند” الذي اختاره هفنر لحياته..

مهما بلغت ثروتك أو شهرتك فلا أعتقد أنه يمكنك أن تصل إلى معشار “متع الحياة الدنيا” التى كانت حياة يومية عادية بالنسبة للسيد هفنر. فهو حالة متفردة…
ولا أعتقد أن أكثر أهل الأرض الآن سيصلون لسن التسعين في كامل صحتهم ولياقتهم مثل السيد هفنر..حياة مديدة مكدسة بالأموال والشهرة والأضواء والصحة والفحولة وأعداد لا تنتهي من أجمل نساء الكون تتمنى رضاك ، وقصر يعتبر دخوله لساعة واحدة “زيارة للجنة”!

ومع كل ذلك: مات الرجل وترك كل ذلك…وأول ما خطر ببالي عند سماعي لخبر وفاته هو الحقيقة التى يتفق عليها كل أهل الأرض باختلاف انتمائتهم وديانتهم وأفكارهم..الحقيقة التى جاءت على لسان جبريل للرسول محمد صلى الله عليه وسلم:

١- يامحمد عش ماشئت فإنك ميت
٢- واعمل ماشئت فإنك مجزى به
٣-وأحبب من شئت فإنك مفارقه

ثلاث عبارات تمثل حياة الانسان من البداية للنهاية لا يختلف عليها أي عاقل: الحياة الطويلة نهايتها الموت، وعمل الانسان مرتبط بمشيئته، وأن نهاية أي تعلق هو الفراق..سواء كان ذلك التعلق (الحب) لامرأة أو أولاد أو قصر أو وظيفة أو أموال..

واليوم يموت هفنر بعد أن عاش حياة طويلة عمل فيها ماشاء وأحب فيها النساء وتاجر بأجسادهن …اليوم يفارق هفنر كل ما أحبه وكل ماعمل له على مدار ٩١ عاما من عمره دون أن يأخذ معه أي شئ مادي لقبره..ومن كانت أقصى أمنياتهم أن يقضوا ساعة واحدة معه في قصره لن يرضوا أن يقضوا معه ثانية واحدة في قبره..

انتهى كل شئ..وكأنه لم يكن..هذه هي الحياة التى نتقاتل عليها كل يوم: لا شئ!

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد