“الكورتي” من مهنة للنقل إلى مهنة لإصطياد ضحايا العيد

ككل عيد أضحى ينتهي زمن “التبراح”، ويلبس “كورتي” المحطات الطرقية لباس الصمت ينتظر السائل “كاين شي بلاصة”، ليلتفت “ويشير بالثمن لي بغا”، ممارسات وسلوكات تعسفية يدأب على اعتمادها بعض “الكورتية” بإيعاز من بعض أرباب، ومستخدمي حافلات النقل الطرقي لاستنزاف الجيوب، وتحقيق أرباح لامشروعة، على حساب المصالح الاقتصادية للمغاربة.

قصص تروى وتعاش ككل عيد عن حكايات لأشخاص تعرضوا للنصب وبيعت لهم تذاكر مزيفة، وبين أشخاص آخرين إضطروا لشراء تذاكر بتسعيرات غير معقولة، في إستغلال  لقدسية عيد الأضحى عند مجموعة من المغاربة، إضطرت ظروف الحياة والبحث عن لقمة العيش عددا منهم للإبتعاد مسافات عن دويهم، هكذا يروي “سعيد” قصة معاناته وهو المتوجه إلى أحد القرى ضواحي مدينة أكادير “هذا ناس جهلو، واش باغين يقطعو لي بثمن معمرني سمعت بيه، هدشي بزاف”، ليلتفت أخر “أش غنديرو معندنا حل، الله يأخد فيهم الحق”.

فوضى خارج المحطات الطرقية، واستغلال ضعف، ورغبة المسافر المضطر إلى التنقل، واستنزاف جيبه باعتماد العديد من وسائل الاحتيال، و الخداع والتدليس، مظاهر للفوضى، وارتباك ملحوظ، يستغله ذوو النيات السيئة في استعمال وسائل متعددة من الخداع والتدليس، والغش والاحتيال، واستعمال حافلات مهترئة تهدد حياة المسافر.

تتوجه المصدر ميديا بالسؤال إلى أحد “الكورتية”، لماذا هذه الزيادات في تسعيرة خدمات النقل الطرقي على الرغم أنها محددة من طرف السلطات المعنية؟، يجيب “أنا غا خدام لي كالو لي كنديرو، طرف الخبز كنجريو عليه…”، ليسارع بنظره إلى مسافر “دورها في راسو أو ما لقاش عليها فين”، قائلا: “هاذ الورقة لي بقات غتخلص داك الشي لي قلت ليك”، يرمقه المسافر بنظرة من الحسرة مطأطأ رأسه “أرى أودي، عطاتكم الوقت”.

عن مهنة “الكورتية”، يكشف مصطفى الذي يعمل في مهنة “الكورتي” منذ أكثر من 10 سنوات، والتي تعلمها من شقيقيه اللذي سبقه فيها منذ سنوات، على أنه رغم ما يقال عن هذه المهنة ويروى من قصص الاحتيال، و الخداع والتدليس، والتي حسبه يبقى أبطالها أشخاص لا ينتمون للمهنة يتصيدون فرصة العيد للإساءة إلى المهنة، يقول مصطفي “هذا الحرفة كبرنا بيها الولاد وعيشين بيها، والحمد لله كنجيبوها بعركنا، مكنديو رزق حد، الله يسمح لشي وحدين لي كيكثرو هذا العيد وكيخلطو الحرام بالحلال، ناس جهلو، الله يستر”.

 

 

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد