اعتبر الخبير الاقتصادي عمر الكتاني، معلقا على اعتزام لحسن الداودي لوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالشؤون العامة والحكامة، استلهام التجربة الهندية في تقديم المساعدة العمومية للفقراء، أن التجربة الإسلامية أقدر على حل مشاكل الفقر من استلهام التجربة الهندية.
وأكد الكتاني في تصريح للمصدر ميديا على أن المملكة المغربية وبحكم انتمائها الإسلامي تتوفر على نماذج مؤسسات قادرة على تقديم إجابة ناجعة وفعالة لحل مشكل الفقر، يمكن أن تؤطر واقعيا بمؤسسات أتثبت نجاحها على مر تجارب الواقع الإسلامي القديم والحديث كمؤسسة الزكاة ومؤسسة الوقف، ومؤسسات التمويل الإسلامي المصغر.
وأوضح عمر الكتاني أن استلهام التجربة الهندية بالمغرب، لا يمكن أن يشكل الحل لأزمات الوضع الاجتماعي، بل إن الأمر يستدعي بناء ثقافة اجتماعية قادرة على تقديم حلول واقعية مبنية على خريطة مضبوطة للحاجيات الاجتماعية بالمغرب، وعلى منظور شمولي يأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات المجالية الاجتماعية والاقتصادية لكل منطقة.
واضاف الخبير الاقتصادي على أن حل مشاكل الفقر تستدعي اليوم إحياء التراث بطريقة علمية منهجية معاصرة مطابقة لمتطلبات العصر، مبنية على موارد بشرية متخصصة، تستطيع تقديم أجوبة واقعية وعملية انطلاقا من تكوينات علمية مبنية على علوم اجتماعية تطبيقية.
وشدد الكتاني على أن فشل التجارب الاجتماعية بالمغرب الرامية للقضاء على الفقر، تجارب لم تبنى على أساس تصور شمولي مجالي مرتكز على مفهوم الاستثمار الاجتماعي، من خلال التحول من المقاربة الخيرية الإحسانية إلى مقاربة استثمارية مبنية على خلق الفرص الاستثمارية في الرأسمال البشري.
وكان الوزير الداودي قد أكد مؤخرا أن حكومته تخطط لاستلهام نموذج نيودلهي لاستهداف السكان المعنيين، مبرزا أن الأشخاص المؤهلين للحصول على المساعدات الحكومية سيزودون بأرقام تعريف مكونة من عشرة أرقام تمكنهم، بطريقة آمنة، من الحصول على المساعدة الموجهة إليهم.