إعتبر المحلل الاقتصادي، عمر الكتاني، أن المغرب مطالب اليوم، في ظل مؤشرات الوضع الاقتصادي المقلق، بإعتماد سياسة التقشف والقطع مع إقتصاد الريع لتجاوز التأثيرات السلبية لجائحة كورونا على البلاد.
وأكد الكتاني، في تصريح للمصدر ميديا، أن المغرب خسر 7% من النمو الاقتصادي زائد 3% التي كان من المتوقع ان نربحها قبل الجائحة، أي أن الاقتصاد الوطني خسر 10% من النمو، وهو ما يعني بالمقابل دخولنا في وضعية تستدعي ضرورة إعادة النظر في طرق التدبير والتسيير الحالية، وإقامة قطيعة مع ممارسات الماضي السلبية.
وأضاف الخبير الاقتصادي، أن الإحصائيات لا تعبر عن الألام والمعاناة التي يعيشها عدد من المغاربة جراء واقع الأزمة، خصوصا بعد فقدان عدد منهم لأعمالهم، وإفلاس عدد من المقاولات، ودخولهم دائرة الفاقة والحاجة، معتبرا أن الوضع الذي يعيشه اليوم هؤلاء يعبر عن “أزمة إنسانية”، لكن السؤال على حد تعبيره ” واش هذا الأزمة فيقات المسؤولين باش يتبناو سياسة التقشف وترشيد الإنفاق…”.
وتابع الكتاني “مع الأسف مازال ما تغيرناش بالشكل الكافي، باش نقولوا اننا غنديرو قطيعة مع الماضي، قطيعة مع إقتصاد الريع…”، مشددا على ان المغرب مطالب اليوم بالاستفادة من واقع الأزمة عبر السعي إلى تغيير العقليات ونهج سياسات تدبير مبنية على الكيف وليس على الكم، مبنية على حقيقة واقع الأزمة وليس على تمظهراتها الخارجية، من خلال البحث عن تحقيق الإستثمار والإنتاج الحقيقي…، معتبرا أن الأزمات هي دائما من تكشف حقيقة قدرة الشعوب والأنظمة السياسية.
ويأتي تصريح الخبير الاقتصادي، في وقت كشفت آخر مذكرة حول “الوضعية الاقتصادية الوطنية خلال سنة 2020″، صادرة عن المندوبية السامية للتخطيط، عن إنكماش الإقتصاد الوطني بمعدل %6,3 خلال سنة 2020، كما عرف الطلب الداخلي تراجعا ملموسا، حيث انكمش الطلب الداخلي بالحجم بنسبة 6% سنة 2020 عوض ارتفاع بنسبة 1,7 %سنة 2019، بمساهمة سلبية في النمو الاقتصادي ب 6,5% عوض مساهمة إيجابية بلغت 1,8 نقطة السنة الماضية.