الكابلاج..فرصة عمل أم “عبودية حديثة”

“الكابلاج”، أو الشركات المتخصصة في صناعة أسلاك التي تستعمل أثناء تركيب السيارات والحافلات، دخلت المغرب في السنوات الأخيرة وأصبحت تُشغل عددا كبيرا من العمال خاصة النساء، لكن بعض الحوادث التي طرأت للعاملات داخل هذه الشركات أرجعت إلى الواجهة إشكالية ظروف عمل المستخدمات في “الكابلاج” والتعويضات التي يتلقونها.

وللتعرف أكثر على طبيعة العمل في “الكابلاج” ووضعية النساء اللواتي يشتغلن في هذا المجال، قرر “المصدر ميديا” التقرب منهن لليكشف عن معاناتهن اليومية والضغوطات التي تعرضن لها خلال العمل.

مريم، 33 سنة

سنبدأ من شابة تدعى مريم وهي عاملة سابقة بشركة للكابلاج بنواحي تمارة، تقول المتحدثة إنها اشتغلت لمدة 4 أشهر بالشركة، وعانت الأمرين خلال تلك المدة التي اشتغلت فيها، وتبدأ هذه المعاناة -حسب قولها- من ساعات الوقوف الطويلة التي تتراوح بين 8 ساعات و12 ساعة اذا اشتغلوا ساعات اضافية “الإجبارية والمدفوعة الأجر”، ثم العمل ليلا الذي غالبا ما يشكل خطورة على سلامتهن.

في ذات السياق، أكدت مريم وهي حاصلة على ديبلوم في المحاسبات أن المسؤولين في تلك الشركات، لا يهتمون بمستواك الدراسي أو خبراتك السابقة بل كل ما يهمهم هو العمل اليدوي مثل “الروبو”، وتضيف قائلة “بل حتى في حالة المرض يطالبوننا باتمام العمل أو تكون اقتطاعات من الأجرة”.

فاطمة، 28 سنة

أما فاطمة التي اشتغلت في “الكابلاج” لأزيد من 5 سنوات، وصفت العمل فيه بـ”الموت البطئ” حيث اعتبرت أن النساء اللواتي يشتغلن فيه يقمن بدفن أنفسهن لكونهن لا يتطورن في عملهن وأجرتهن ثابتة وترتفع فقط اذا اشتغلن الساعات الاضافية التي تكون اجبارية.

وأضافت المصرحة، أنها عانت نفسيا بسبب المعاملة السيئة داخل الشركة من طرف بعض الرؤساء، وجسديا لكون الوقوف لساعات طويلة أصابها بالدوالي في الساقين التي مازالت تعالج منها لحد الساعة، وعن خروجها من الشركة قالت مريم :”خرجت من الشركة لي خدمت فيها كثر من خمس سنين وماخديت حتى تعويض للأسف”.

سناء، 30 سنة

تقول سناء وهي شابة اشتغلت لـ3 سنوات في “الكابلاج” بنواحي القنيطرة، إنها تعاني من ألام في أسفل الظهر لحد الساعة بسبب الوقوف لساعات طويلة، مؤكدة أن طبيعة العمل صعبة فهي تجمع بين العمل ليلا والوقوف لساعات طويلة ما يؤثر على صحتهن وعلى سلامتهن الجسدية والنفسية.

واعتبرت سناء، أن العمل في ذلك المجال صعب على النساء لأنهم لا يأخدون بعين الاعتبار حتى اللواتي يعانين من مشاكل صحية في بعض الأحيان، كما أن المعاملة سيئة وغير محترمة -على حد قولها-، مشددة على أن حتى في وقت الطعام والحمام لا يأخذن الوقت الكافي بل يمنحونهن 20 دقيقة فقط.

الأثار الصحية للوقوف طويلا

في “الكابلاج”، يقف العاملات لساعات طويلة الأمر الذي يعتبر غير صحي فالأطباء يجمعون على أن الوقوف لمدة طويلة يتسبب في التراخي فعلى العكس من الوضع المناسب أو استقامة العمود الفقرى، يشير””التراخي” إلى الوضع غير المناسب أو “العمود الفقرى غير المستقيم، وكذلك الدوالي وهي الأورده التي أصبحت واسعة وملتوية على مستوى الساقين.

كما يؤدي الوقوف مدة طويلة إلى انضِغاط المِفصَل وهوينتج عن الوقوف في مثل هذه الحالة ضغطًا على المفاصل الزليلية كالركبه على سبيل المثال، كما يتعب العضلا لأنها تحتاج لراحة فيما بين أوقات الضغط، إلا أن الوقوف لمدة طويلة لا يمنحهم مثل هذة الفرصة على الإطلاق. وفي نهاية المطاف ستكون العضلات منهكة، الأمر الذي سيتسبب في الشعور بالألم.

 

 

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد